الثلاثاء، 27 مارس 2007

الديباجة

الى اخواني في الانسانية , الى الناس أكتب رسالتي ، رسالتي في التعايش و السلام و في الدين , رسالتي في الحوار و احترام الرأي الآخر , ليس فيها حقد على أحد و لا هي ضد أحد. أكتبها الى كل ضمير حي , وكل انسان نبيل شريف . كسد سوق الأخلاق و فسد وأصبح حب الذات العملة الرائجة و استغلال الأخرين الفكرةالغالبة،و نسي الإنسان من هو أصله ،و إلى أين مصيره. تاه في دروب هذا الزمان لايدري أي شط يرسو فيه ,أصبح فيه غريبا , وأغرب ما فيه تنكره للإنسانية, تنكره للاخلاق ,تنكره للدين , تنكره للحب ,تنكره للروابط والوشائج . ملعون هو إن صار في هذا الطريق.شقي هو إذا لم يرجع إلى جادة الصواب، إلى الفطرة , إلى الحقيقة.

لكل واحد منا نواقصه يخفيها أو يحاول ذلك.يعيش دائما في صراع داخلي معها, يتغلب عليها بالثقافة بالأخلاق بالدين بكل ما هو نبيل و شريف. و أحسن ما في البنل و الشرف : الصبر. وصدق من قال الصبر مفتاح الفرج .أعطينا صبرا تنل ما تريد .و نواقص المجتمع خليط هذه النواقص. و بقدر ما تظهر في الأفراد بقدر ما تتضاعف في الواقع , وبقدر ما يشقى بسببها بنو البشر .

قلة الصبر تولد الصراع بين الأفراد...بين الأسر...بين المجتمعات . لا لسيطرة الأفراد ,لا للرأي الواحد ,لا للوجهة الواحدة والأفق الواحد الضيق. الإختلاف ضروري والتناقض ناموس في الطبيعة وهو تظارب وتنوع , وهو أساس الإستمرارية وبه يطفو العلم و ينتشر السلام . لا للصراع بسب الإختلاف‘ لا للعصبية في الرأي الواحد ‘ إن الإختلاف الذي نريده ‘ذلك الذي يؤدي إلى التوحد والقوة ‘ إختلاف من أجل الأفضل من أجل تحقيق السعادة في الحياة الإنسانية

من أحب الإنسانية أحب نفسه ومن كره الإنسانية كره نفسه ‘ ومن قاتل الإنسانية قاتل نفسه ‘ ومن دافع عليها دافع عن نفسه. الإنساية فيك و لك ومن أجلها أنت إنسان . رسالتك أيها الإنسان الإنسانية ‘ أقصى غايتك الدفاع عنها من أجل البقاء‘ لافرق بينك وبين الأنثى ‘ والذكر مع الأنثى واحد ‘ في الحياة هما واحد ‘في البقاء هما واحد‘ في الإنسانية هما واحد ‘ وكل لما خلق له ومن أجله.


لافرق بينك وبين الأخرين مهما آختلفت ألسنتكم ‘مهما اختلفت أوطانكم ‘مهما اختلفت لغاتكم ‘مهما اختلفت ألوانكم ‘مهما اختلفت أفكاركم وثقافاتكم .لاغالب ولامغلوب ‘لامسيطر ولامسيطر ‘ قانون واحد يحكم هو قانون الإنسانية‘ قانون الناس أجمعين ‘قانون الإله.


إنه قانون العلم والمعرفة ‘قانون العقل ‘وقانون الحق ‘ولاشيء غير الحق ‘لكن أين الحق ‘إنه موجود وهو يقابل الظلم ‘ إنه ضد الظلم .ضد ضلم الإنسانية . كل ما ترفضه الإنسانية باطل و ظلم ، و كل ما تحبه الإنسانية حق ‘ الكذب ظلم و الصدق حق ‘ والنفاق ظلم والإخلاص حق , والسرقة ظلم‘ والمروءة حق‘تزوير إرادة الشعوب أكبر ظلم، وتعداد هذه المظالم لاعلى سبيل الحصر أوردناه فقط للعبرة.


أخي في الإنسانية من الظلم أن تكون شريرا ‘ أقتل وازع الشر في نفسك ‘ حاربه بالأخلاق ‘وبالثقافة ‘ وبالدين‘ و بالإنسانية ‘حاربه بكل ماهوصالح لإنسانيتك.إن وازع الشر ضعيف داخل الفرد‘ يتقوى بضعف إرادتك وعزيمتك وهوانها في الخير ‘ وكلما قوي الشر في النفس كثر في المجتمع ‘‘وكلما كثر في المجتمع تراجعت الإنسانية وظهر الفساد. وكل مجتمع حاله هذا افتقر الى الإستقرار و الطمأنينة. ولابد والحال هذا أن يرجع الناس الى إنسانيتهم ‘وأن يطبقوا قانون الإنسانية ‘ إنه قانون يجمع بين الصرامة و الرأفة وبقدرما يطبق بصرامة بقدر ما تكتشف رحمته وصلاحيته ‘ فالنفس لاتخضع الا إلى القوي ‘وحتى لاتتمرد عليه يجب أيكون مع النفس, وأن يتعامل معها برأفة.

إن قانون الإنسانية قوي بالفرد الذي يرتبط به ‘قوي بالفرد الذي يحترمه ‘ قوي بالفرد الذي لايخالفه حتى مع ضميره وفي خلوته ‘ ولن يتأتى هذا إلا بالتربية ‘ وأرقاها التربية الخلقية والروحية ‘وأحسن مربي الدين والثقافة فهما متوازنان في قانون الإنسانية ‘و أساسهما العقل والقلب ‘ وهما قوام الإنسان إن صلحا ‘ عاش الإنسان في سعادة ‘وإن فسدا شقي و تعس وقانون الانسانية موجود لصالحيهما.


في هذا العصر كثر أعداء الإنسانية ‘ كثر أعداء الناس ‘ انهارت الأفكار والأخلاق ‘تراجعت القيم وتراجع الدين ‘ وتمزق الناس ‘ فلم تعد الروبط تجمعهم بل تنكروا لها ‘ونبذوها. هذه الروابط التي من الإنسانية ‘ أرقاها رابطة الإنسانية .

احترم أخاك الإنسان ‘ودافع عنه ‘ وكن معه ‘ ولاتكن ضده ‘ ولاتتركه وحده ‘ تضامن معه ‘ أنت وحدك ضعيف وهو وحده ضعيف. وأنتما معا قوة لاتقهـر‘ قوة ضدالظلم ‘ضد الفقر ‘ ضد المسكنة ‘ضدالإستغلال ‘ ضد الظلم الإجتماعي ‘أزل عنه الحيف و الظلم ‘ وامنعه من إرتكاب ذلك . لا تتركه في غيه إن ضلم ‘ ولاتتخلى عنه إن ظلم ، قاوموا الظلم جماعة ‘ فكما يسقط الظلم على الافراد يقع على المجتمع ‘ لاتتراجع أخي في الدفاع عن حقك و حق أخيك وحق الجماعة ‘ لاتترددفي الدفاع عن القانون والحق بكل تضحية وفداء ...سر في طريق النضال بكل ما أوتيت من قوة ‘ وأكبر قوة فيك تضامنك مع أخيك ومجتمعك ولو أدى بك ذلك إلى الموت ‘ فلا تنزعج لأن الموت حياة فلا تخشاها ...الموت في سبيل الحق حق ‘وخلود الحق حيات وسعادة وبقاء .