الثلاثاء، 17 أبريل 2007

فلسفتي الجزؤ الثاني

في الشيطان
والشيطان هو الشر ,وكل ماهو قبيح فهو شيطان ,وهو حقيقة في الواقع يجب محاربته وإضعافه. والشر نوعان ظاهر وخفي , وكلاهما خطير على السعادة والحياة والناس ,ويجب محاربتهما الى الأبد.والشيطان الظاهر تسهل مقاومته من الشيطان الخفي , وأول عمل ضد الشيطان اجتنابه .. اجتنب الشر أخي في الإنسانية ماستطعت ,ثم عليك أن تشل حركته بإضعافه,بعد ذلك يسهل عليك القظاء عليه ..أما الشيطان الخفي فعليك باكتشافه أولا وإظهاره , ولا وسيلة لك في ذلك إلا بسلاح العقل والأخلاق والدين . فبهذه الأسلحة لايستطيع الإفلات من ترصده وإظهاره وإذا ظهر أصبح شرا ظاهرا وسهل إزاحته والقضاء عليه . وأي مجتمع كثر فيه الأشرار فهو مجتمع الشيطان ,مجتمع الخراب , والفساد , ولا مجال في المجتمع الإنساني للأشرار , بل يجب عزلهم وإصلاحهم , والإصلاح يكون بالتربية وأحيانا بالعقاب , وبل بالموت أحيانا , فالموت لايعني نهايتهم وذهابهم بل قتل الشيطان الذي سيطر على نفوسهم ...


في النفس
والنفس إما خيرة , وإما شريرة’ , وهي علىخيرها وشرها تتدرج في مقامات تزيد وتنقص حسب صلاح النفس وكينونها . وهي قابلة للتربية والتهذيب طوال عمرها , وهي مجبولة على حب الهوى والرغبات , فإن أطلقت لها العنان ركبها الشيطان, وصارت إلى الشر أميل , وإن فطمتها تنفطم , ورغبات النفس تختلف حسب الأعمار و مراحل نمو الإنسان , فنفسية الطفل الرضيع ليست هي نفسية الصبي ,كما ليست هي نفسية المميز , ولاالبالغ الراشد ولاالرجل الشاب ولا الكهل ولا الشيخ الهرم ولا الزمن , ونفسية الذكر ليست هي نفسية الأنتى , واختلاف الأنتى مع الذكر تكامل وتوافق من أجل تحقيق رسالة نبيلة وهي رسالة البقاء والإستمرارية ...استمرار الإنسانية

وأفضل مربي للنفس الدين وهوالأقرب إلى حقيقتها . رب نفسك أخي الأنسان بالدين ,علمها التدين , علمها الإيمان بالرب .اجبلها علي طاعة الله والإرتباط به مرنها على الصلاة وعلىالطقوس الدينية وعلىالعبادة . فإن ذلك يهدبها ويقوي حب الخير فيها ويقتل وازع الشر وينزعه منها , ويجعلها من النفس الخيرة الطيبة , ميالة إلى الخير وحب الإنسانية , راغبة في السلام والعدل بين جميع الناس ,طاردة كل أشال البغضاء والحقد والظلم بداخلها.



في الدين
إن الدين ضروري للنفس وبالتالي ضروري للإنسانية,, فكل المجتمعات ومنذ القدم تدين وتعبد , وإذا لم يكن لها دين بادرت إ لى خلقه , والديانات التى يضعها الإنسان ناقصة ومحدود ة وبالتالى لاتحقق السعادة للناس . وديانات الله سامية , وهي الأفضل . والرب يبعت مع كل نبي أو رسول دينا يصلح للإنسانية . لاتفاضل بين الأديان والرسل إلا بالحق , فهم يصبون في مشكات واحدة .

لاللصراع بين الأديان ومن أجل الأديان ولا للحروب الدينية .الدين لاينشر بالسيف ولابالعنوة ,والدين دعوة للسلام .والدين الأكثر تسامحا هو الأفضل فمن أجل السلم والصالح والسعادة والخير ...والتسامح ...وجد الدين , والديانات السماوية كلها ديانات حق و تسامح ورحمة , لاديانات تعصب و شقاء.

أخي في الإنسانية تعامل مع أخيك الإنسان بالحق ولو اختلفت أديانكم ’فالدين كله لله للرب ..لاتتنازع من أجل ذلك ,فكل الدين من الرب وهو واحد , وهو خالق هذا الكون , وجاعلا الدين الوسيلةالوحيدة للإرتباط به , و لتحقيق السعادة في الحياة للإنسانية , فاختر أيها الإنسان الدين الذي يتوافق مع الإنسانية , اختر دين الحق بلا تعصب , وادعوا إليه بالحكمة وبالعقل , وبدون عنف ولا قوة, و احترم أديان الغير , ولا ترفع راية العداء في وجههم ولا تسب أديان الغير , ولو اختلفت معك . كن متسامحا ولا تدعي القوة والحق ,فالحق مع الذي يخدم الإنسانية جمعاء .

إن المستقبل في الدين ,فهو الجامع لشمل الناس , والمهذب لغرائزهم , وإذا فقد الدين , فقد السر في الحياه, وفقدالحب و التسامح .كل الأديان متسامحة ,وشقاء الإنسان لايسببه الدين ولكن يسببه التعصب فيه.الدين كله لله والدين واحد, فدعوا أخي الإنسان إلى دين الله بالحكمة والرزانة واللباقة والسلم واستعمل الموعظة الحسنة واختر الأسلوب الأمثل و الأقرب إلى الناس والإنسانية و تحاور مع غيرك في الدين والإعتفاد بالعقل و الحوار السلمي المرن , فإذا كان هناك اختلاف بينكم في الحق فإن الأقرب الى الإنسانية والأصلح هو الذي على حق . فلا تتعصب الى دينك إذا ظهر لك أنه غير إنساني . فالدين الذي يعلم الإنسانية ويعلم الصبر هوالدين الحق ,وهوالدين الذي يجب أن يسود الناس ,وأينما ظهرت الإنسانية وظهر معها الصبر وظهر الحق , فعلم أن ذلك دين الله الحق , وغيره الباطل والشقاء .وإذا اخترت الدين الإنساني فإنك على حظ عظيم من السعادة والطمأنينة .

ليس الدين هو عبارة عن طقوس فحسب ولاترانيم تنشد ’ ولا أقاويل تحفظ, ولا أركان تعظم , بل الدين كل شيء في الحياة , وعندما ينعدم الدين تحدث الفوضى , ويقع الإضطراب . لاتعطيل للدين في الحياة , فالمجتمع الذي يعطل دين الله ملعون , وأفراده ملعونون لأنهم سيحللون كل شيء في حياتهم ولو كانت حراما وضلالا.

تعس ذلك المجتمع وشقي إذالم يرجع الى الدين الحق . وعلى الصلحاء في مثل هذه المجتمعات أن ينهضوا الى الدعوة وجهاد النفس وطرد الشيطان حتى تقف اللعنة ,لعنة الإحباط والتخلف والشقاء . إن الدين الحق لن يكون سببا في التخلف ولافي الشقاء لأنه دين الناس جمعاء , ولا يعاكس العلم ولا يدعوا الى الخمول .أينما وجد الدين الحق وجد التقدم , و وجد العلم . ولا الحضارة بدون دين, ولاانسانية بدون دين .وإذا فقدت الإنسانية الدين أو تنكرت له أصبحت شيئا اخر غير الإنسانية .إن الفرق بين الإنسانية والبهائمية الدين ,فهو الذي يرقى بالإنسان عن البهائمية ,والإنسان البدائي الذي لادين له, أو دينه باطل . والدين الباطل لايفصل الإنسانية عن البهائمية , والدين الحق , دين الله,هو القادر على الرقي بالإنسانية .إن دين الله الحق يدعو إلى الترابط بين الناس , ويزرع الحب بين الناس ولايميز بينهم ,فهو من أجل الإنسانية والحب وجد , إنه دين المحبة والسلام






في الحب
أخي في الإنسانية أحب الناس يحبك الرب . إذا أحببت الناس أحبوك ’ وإذا أحبك الناس أحبك الرب , فحب الله مرتبط بحب البشر بل حب جميع المخلوقات بل حب الكون والحياة وما فيها .كل شي في الحياة جميل يدعوا إلى الحب ويدفع إليه . الحب أنبل شعور يتصف به الناس وإذا خلى الحب من المجتمعات ظهر الشيطان وتقوى .فالله رب الحب .والشيطان ملهم الحقد والعداوة , فالذي يدعوا إلى العداوة والتفرقة بين بني البشر شيطان . وكما يجمع الحب الأفراد ، يجمع الأمم، والحب مدعاة التضحية والوفاء وسر السعادة والهناء .


الأرض للبشرية جمعاء ,لاحدود بين الأقطاروالأشخاص إذا ساد الدين الحق بين الناس , قطع الطريق التميز و العنصرية ، لا تجعلوا التمايز يغلب على التعامل , كل بني بني البشر واحد ,ربنا واحد وديننا واحد وغايتنا واحدة وهي السعادة للجميع . ومن أجل ذلك علينا أن نطرد الشيطان , نطرد الشر والأحقاد , ونعمل من أجل الحب للجميع ,فسعادة الأفراد في المجتمع مرتبطة بسعادة الجماعة .لازموا الجماعة ولواختلفتم , لأنكم إن طبقتم الحكمة ستصلوا في النهاية إلى الإتفاق .الإختلاف رحمة ,ولا تجعلوه نقمة , وفضلوا الأصلح الأرجح .واجتمعوا على كلمة الحق ,لأنها واحدة لااختلاف فيها .لا تفرقة بين الناس كلنا من أصل واحد. فلابد من الرجوع إلى الأصل .

فلسفتي الجزؤ الاول

في الكون

الكون بناموسه ونظامه يمشي وفق مشيئة الرب ‘ هذا الكون يحركه العقل ‘ والعقل مفتاح التطور ‘ وعجلة التطور تسير بشكل تصاعدي ‘ ابتدأت ببطء شديد وسرعتها تزداد شيئا فشيئا مع مرورالأزمان والسنون ‘ إلى أن تسير بسرعة قوية الى جد قوية ‘ بعدها يحصل الإنفجار القوي ‘ وتكون النهاية ‘ ولكنها في الحقيقة بداية لحياة جديدة ‘ عندها يكون قانون الإنسانية قد تم تجاوزه .



إن العقل أساس التطور وبطاريته ‘ والدين والثقافة طاقته ‘والحضارة والعلم نتاجه ‘ولاعلم بلا عمل ‘ والعمل أساس النجاح والبقاء ‘ وهو مقياس القوة . والأمة القوية تلك التى تملك علما أ كبر . والعلم هو الذى يولد الصناعة . ومن امتلك العلم إمتلك الصناعة ‘ ومن امتلك الصناعة امتلك المال ‘ وبالتالي امتلك القوة...والبقاء ...و العيش الرغيد. وامتلاك الإستقلال في الرأي رهين بهذه القوة ‘والعقل قوة ‘ والأمة القوية قوية بعقولها ، والعقل القوي هو العقل المنتج ‘و كما ينتج العقل في الصناعة والزراعة ينتج في السياسة والإقتصاد والتربية ‘ وإعطاء العقل الفرصة أفضل وسيلة للتطور ‘ولايكون إلا بالعلم ‘ ومنبع العلم العقل ‘ وهو أعظم شيء‘ فلا بد من إعطاءه المكانةالكبرى في قانون الإنسانية.



في العقل

والناس مراتب ودرجات في القرار والعقل . لكن في ارتباطهم بقانون الإنسانية سواسية . فكما تقدر العقول الكبيرة تحترم العقول الصغيرة ‘وقد تكون للعقل الصغيرمكانته عند الناس تضاهي الكبير ‘ والعقل الكبير ‘ كبير بالتجربة ‘ والثقافة ‘ والعطاء ودوره في خدمة الإنسانية ‘والفرد في المجتمع الإنساني يقاس بقدر ما يقدمه للناس والبشر ية . والصلاح عين البقاء و الفساد يؤدي الىالنهاية والإستمرار في الفساد بداية النهاية ‘ والأمم تقاس بعددالصلحاء فيها ‘وكل أمة كثر صلحاؤها فهي باقية وقوية ويجب أن يكون الصلحاء في مصدر القرار ومصدر الأحكام ‘ وفي استقراء التاريخ الغاية والعبر .


في التاريخ

وتاريخ الإنسانية واحد ‘ بدايته وجود الانسان على البسيطة .وهو في غاية التشابه ...صراع بين الخير والشر ‘ بين الصالح والطالح ‘ بين الحق والباطل . والتاريخ تتحكم فيه ثلاثة عناصر ‘‘الإنسان ‘‘ وهو أرقى العناصر فيه ‘ وقد يكون واحدا ‘ فارسا ‘ أو زعيما ‘ أو ملكا ‘ أو مفكرا ‘ أونبيا ‘ أو أيا كان ‘ ولابد أن يكون له تأثير على الأخرين ‘ وقد يكون أسرة أو جماعة ‘ أو قبيلة ‘ . والأفكار هي العنصر التاني ‘وسواء كانت بدائية أو حضارية مثالية و عقلانية دينية أو غير ذلك ‘ والعقائد كثيرة و الإديولوجيات متنوعة والمذاهب شتى . وكلها من الإنسان وله‘ غايتها خدمته ‘ فإن أصابة الخدمة فهي حقيقة وإن أخطأت فهي باطلة ‘ وبالتالي آلية إلى الزوال. والباطل هو الذي يضر بالإنسانية والعنصر الثالت هو الواقع ‘ ويضم الزمان والمكان وكل ما يرتبط بهما . فإن استطعت أن تربط بين العناصر الثلات استطعت الوصول إلى الحقيقة التاريخية ‘ وإن ركزت على عنصر دون الآخر كانت الحقيقة ناقصة ‘ وبالتالي ضللت وابتعدت عن جادة الصواب . والحقيقة واحدة وغيرها الباطل ..والخطأ..والمخالفة ...ومن امتلك الحقيقة امتلك الشيء الكثير ‘ وكل ما في الوقع حقيقة ‘والحياة حقيقة ‘ ومن الصعب امتلاك كل شيء ‘ كذلك الحقيقة لانمتلك إلا جزءا منها . وهي ليست بسيطة بل مركبة الأجزاء . ومن حقائق الحياة و الكون ما لم نصل بعد إلى إمتلاكه و معرفته ‘ والبحت فيه ليس ضربا من المستحيل بل إجتهاد وتطور وعلم . و قانون الإنسانية مع التطور ‘ ومن عاكس التطور ‘ عاكس الناس والحياة . وإذا توقف التطور فاعلم أنها بدية النهاية .



في الفكر
والفكر نبي الإنسانية الأبدي ‘ دعوته التدبر والإجتهاد ‘ غايته هداية البشر إلى السعادة إلى الخير إلى قانون الإنسانية .والفكر لايتولد عنه إلا الخير ‘ وإداتولد عنه الشر فاعلم أنه بداخله شيطان . وموجه الفكر و مقيده الأخلاق ‘ وإذا ا نعدمت الأخلاق تاه الفكر‘ وعاش الناس حياة ضنكا. وفقدت الحياة طعمها .ومن الأفكار تتولد الأشياء, وكل شيء قبل أن يكون حقيقة واقعية يكون فكرة ,ومنبع الأفكار العقل ’ والعقل رب الأفكار ومالكها وبالتالي هو واهبها , وهو واهب الأشياء سواء بالخلق أوالإدراك .

وبما أن الطبيعة لها قانونها وهي تعقله , كذلك الناس لهم قانون فإن عقلوه نجو ا وساروا في أمان ’ و إذا اختل القانون أحدثت الفوضى, وكما تقع الفوضى بين الناس تقع في الطبيعة . ومنظم الطبيعة الرب ومنظم الناس العقل ,فإن عقلوا إنسانيتهم عقلوا قانونها وسلموا من الفوضى, وإن خلفوا القانون تعسوا ’ وأي قانون يخالف الناس والطبيعة هو قانون باطل ’ لن يؤدي الى تحقيق السعادة بل إلى الشقاء والتعاسة .وعلى كل منظر أو مبتكر أوصانع أن يرتبط بالناس وبطبائعهم ’ وأن يعطي ما يتوافق مع طبائعهم وأن لايعاكسها ’ ويجعل نصب عينيه الإحسان الى الإنسانية جمعاء ’ وهذا ليس ضربا من المستحيل ’ بل يسهل عليه ذلك إذا انطلق من نفسه ’ وعليه أن لايترك لجانب الشر الفرصة كي يستحود عليه وأن يقاومه بالعقل والأخلاق والدين فهذه الأسلحة الثلاثة لاتترك للشيطان أي فرصةللحياة .