الأربعاء، 29 غشت 2007

الحروب الإنسانية

حقيقة الحرب

منذ القدم ابتلي بنوالبشر بهذه الظاهرة ، ظاهرة الحروب والصراعات والنزاعات والإقتتال ، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على الإنسان وحده بل هي غريزة في جميع
المخلوقات الكونية التي خلقها الله ، وقد عرفت الإنسانية العديد من الحروب والنزاعات ، كانت بلاء على الإنسانية وعلى الحياة وكلفت ما كلفتها من تدمير وإزالة ومحوللحضارات ، وعانا منها الإنسان ما عانا من الآلام ، وسفكت بسببها ما سفكت من دماء بشرية بريئة ، لكن حقيقة الحرب في نهاية الأمر لا مرد منها أحيانا لردع الطغاة ، وقهر العدوان ،وجبر المعتدي على التراجع والإستسلام والإندحار .

والحرب أمر مهول وخطير ، والإعلان عنه يجب أن لا يتخد بالسهولة والتسرع، بل يجب أن ينطوي على الحكمة والتريث، والتفكير في اجتنابه ما أمكن ، إلا عند الضرورة ، وأن يكون القيام به في نفس حجم المعتدي أو يزيد عنه حد الذي يجعله ينكفف على نفسه ويتراجع عن غيه . والحرب من الظواهر الإجتماعية التي يجب على المجتمع الإنساني أن ينظمها ويضبطها حتى لاتكون نتائجها خطيرة ووخيمة على الإنسان والأرض .

والحرب فيها الجانب الإنساني الشريف ، وفيها الجابب البهائمي الوحشي القبيح والمخز، وقدعلمنا التاريخ الإنساني بما قدمه لنا من النماذج في الحروب الشريفة والتي كانت تتسم بالمبارزة والمقاتلة وليس التدميروالتقتيل والقضاء على الحضارة والإنسان وغيرها من الحروب القذرة الشاملة الباطلة والمبالغ في رد الفعل بها.

إن الحروب اليوم رجعت بنا الى الحروب الأولى الموغلة في التوحش ، حيث كانت سمتها الضرب في كل شيء ، والقضاء على أي شيء ، بل القضاء على الحياة دون تمييز للمقاتل وغير المقاتل ، فكانت الأمم المغلوبة بعد الحرب تعيش في القهر والذل والإستعباد والمهانة دون مراعات للإنسانية ، و في المقابل المنتصر يصول ويجول دون وازع أخلاقي، يعبث في المجتمع المهزوم كيف يشاء ، وكانت السمة الغالبة في هذه الأفعال الإنتقام والتفشي .

والحرب إذا لم تتصف بالنبل والشرف والأخلاق فهي حرب قذرة وشقية وباطلة ، المنتصر فيها مغلوب ومهزوم لأنه فاقد للإنسانية ومتوحش وبهائمي لايفكر سوى في الإنتقام و الرد السلبي الضعيف .

وإذا تأملنا حرب اليوم ،نجدها حرب ويلات ودمار وهزائم ، فهي لم تحقق أي شيء للإنسانية قط، فقط أضافت بؤرا جديدة للتوثروالبؤس في العالم، وكلما انضافت هذه البؤر إلا وازداد التوتر في العالم ، وكلما ازداد هذا التوترفي الأرض ازداد معه الإبتعاد عن السلم والأمن والأمان في العالم، وبقدرما تخلق هذه البؤر وتزداد بقدر ما تروج سياسة الحقد وينتعش فكر الضلال والحقد ، وفي المقابل يخرس صوت الحق وتقيدالفضيلة ويلجم لسان الحكمة ، عندها يسود اللااستقرار،وينتشر الرعب والخوف من مجتمع إلى آخر بل ومن نفس إلى آخر، ويصبح الإنسان مقيدا ومهزوما لأنه دائم الخوف من الإنتقام ورد الفعل الذي لايميز بين الصديق والعدو والمهادن .

إن الشقاء الذي تعيشه الإنسانية اليوم سببه هذه الحروب التي بدأت تتكاثر في كل مكان من هذه الأرض ، وهذه الحروب عادة ما يكون محركها الأساسي الشيطان ، هذا الأخير لايجلب إلا الخراب والدمار ، فهو عدو الإنسانية ولا يسعى إلا في خرابها وشقائها وإفساد العيش و الهناء عنها ، والوسيلة الوحيدة المثلى عنده هي إشعال نار الحرب بين بني البشر ، وبقدر ما يستطيع إشعال هذه النار بين بني البشر بقدر مايكون قد نجح في ذلك بشكل كبير ، وبالتالي تتحقق له أمنيته التي يرغبها ويريدها وهي الإفساد في الأرض ، فالشيطان لما كان في حجر الرحمان وكان في صف الملائكة عصى أمر الله ولم يتقبل إنسانية بني آدم وأراد أن ينافسه في خلافة الأرض وسيادة الكون والإستقرار فيه وبنائه وإعماره وخلق الحضارة فيه والتي تجسد جمال الرحمان وملكه وعظمته، وبالتالي تقر بربوبيته وألوهيته.

لقد جادل الشيطان الله، بل الملائكة جميعا قبل تراجعهم وتوبتهم، لماذا كرم الإنسان وكلفه بهذه المهمة دون غيره من المخلوقات، وهل هذا الإنسان يستطيع إعمار هذا الكون أم أنه سيفسد فيه ويسفك الدماء ، وأنه سيتحارب وسيتقاتل ، لكن الحكمة الربانية أبت إلا أن يكون هذا الإنسان هو السيد في هذا الكون وهوالخليفة للخالق وهوالمسؤول في البناء والإعمار ، ولم يبقى لهذا الشيطان من حل لإفسادهذه الحكمة الربانية في منح مسؤولية الحفاظ على الحياة في الكون للإنسان سوى زرع الشقاق بين الناس وإبعادهم عن الرسالة المثلى والتي هم من أجلها وجدوا في الأرض ، وتحويل جهدهم إلى النزاع والحروب و الصراع والقتل والدمار عوض البناء والتشييد والإعمار ، ولن يتأتى له هذا إلا بالتفرقة بين الناس ودفعهم الى التعصب و العصبية، وهذا يخلق نتائج معكوسة غير صحية حتى في الحروب الشريفة، فالمقاتل الذي يقاتل سواء كان جنديا في جيش نظامي، أو محارب في مجموعة مقاومة أو مسلحة مدافعة عن حق مغصوب، أو فدائي متطوع من أجل الحق والحقيقة، أو غيرهم من المقاومين الشرفاء، أقول إذا كانت فيه عصبية وحقد على الآخر فإنه ليس من الإنسانية في شيء ، وليست الحرب التي يقوم بها حرب شريفة، بل شقية وقذرة.


الحروب القذرة

إن الحروب التي تتأسس على العرق وعلى التمييز بين بني البشر هي حروب متوحشة وبهائمية، تدمر الإنسان وتقضي على العرق البشري الذي من أساسه التنوع ، هذا التنوع الذي جعله الله يؤدي الى التشكل والإختلاف في اللون والعرق لا إلى التنافر والتنازع، فالناس بإنسانيتهم جنس واحد، كلهم من أصل واحد، خلقوا لهدف واحد، ومصيرهم واحد، ودورهم الأساسي واحد هو البناء والنماء في الأرض، لا الحروب وزرع الأحقاد.

إن الحروب التي تنبني على المصالح الضيقة والشخصية حروب قذرة غير إنسانية ، وهي صرف للجهود في أمور خاصة وشخصية ضيقة يستغلها الشيطان ويزينها لضعاف النفوس، فتصبح أكثر الحروب إنتشارا وهي في الغالب غير عادلة ولا منصفة ، هكذا يصبح الكون يغلب عليه قانون الغاب ، وتكون فيه الغلبة للأقوى ، والضعيف لامكان له، وإن عاش يبقىمقهورا مسلوب الحقوق .

إن الحروب التي يكون الدافع من ورائها الإختلاف في الرأي ،والرغبة في فرض الرأي الآخر بالقوة و العنوة، هي حروب ضد الفطرة الإنسانية التي خلق الله عليها الناس وجعلهم بعقولهم تختلف آراءهم ، والحكمة في ذلك الإختلاف البقاء والإستمرار والتطورللعقل البشري الذي هو مطية للرقي والتطور و النمو ، إن الذي لايقبل بالرأي الآخر عدو للإنسانية ، والذي يمنع حتى النقاش معه في الرأي جاهل ومتوحش وبهائمي ، لايسمع إلا لنفسه وتتحكم فيه غرائزه ، فالإختلاف في الرأي من مكونات الإنسانية بل ومن مقوماتها ، وكلما تعددت الآراء إلا وانتفعت الإنسانية بذلك ، وتحققت الحكمة الربانية في الخلق والتنوع في الكون ، ووقع التضارب في الأرض الذي هو النقاش والبحث والمقارنة بين الآراء وترجيح الأصح والأصلح للإنسانية .

إن الحروب التي أساسها الإختلاف في الدين حروب خطيرة وقذرة وشديدة ، وهي أشد الحروب إيداءا للإنسانية وقسوة على الإنسان ، فصراع الأديان أو الحروب المقدسة كما يحل للبعض أن يطلقها عليها من أخطر الحروب وأكبرها إن لم نقل أشرسها وأطولها، وآثارها تبقى عالقة و لاتبلى مع الوقت ومرور الزمان، لهذا يجب تحاشي وتجنب إشعال مثل هذه الحروب والعمل على إخمادها ومنع إشعالها بل ومنع الدعوة إلىذلك، وإقناع الناس بالتراجع عنها، وذلك إحياء لإنسانيتهم وإقناعهم بأن الدين كله لله ، وأن الدين الحق هو الأقرب للإنسانية وهو الذي يدافع عن الحياة والبقاء ويحافظ عن النسل والجنس البشري بل والبقاء على جميع المخلوقات الكونية والدفاع عنها .

أخي في الإنسانية لاتتورط في حرب أونزاع، وإن وقع ولم تجد بدا من حمل السلاح ، وكان ذلك هو الخيار الوحيد المتبقى أمامك، فليس عليك من شيء في ذلك، قاتل بشرف وحكمة لأنه من العار أن يموت الإنسان جبانا، وتجنب أن تكون آلة دمار تدمر كل شيء أمامها بدون تمييز، قاتل من يقاتلك وكن إنسانا وتذكر إنسانيتك وأحسن في ذلك، واعف واصفح عند المقدرة ،ولاتعتدي، ولا تتعدى حجم الضررالذي لحقك ، وادفعه عنك ، ودافع عن الإنسانية بالصبر والحكمة ، ولا تقتل الأبرياء من غير المقاتلين أو الحاملين للسلاح ، لا لقتل الأطفال والصغار فهم أبرياء، لا لقتل النساء والعجزة، لا لقتل المدنيين المسالمين، لا لهدم البيوت و المدارس والمنشآت الحضارية دينية كانت أو ثقافية أو مدنية ، لا لقتل الطبيعة وإحراق الحقول والأرض وتلغيمها ، فهذا كله مفسدة ضد الإنسانية، لا لهدم بيوت العبادة والمستشفيات وملاجئ المدنيين غير المقاتلين أو حاملي السلاح ،لا لقتل الأسرى والمستسلمين والتائبين ولا لقتل المعطوبين والمجروحين المصابين .
الحروب الحقيقية

أخي في الإنسانية إن الحرب الحقيقية التي يجب على كل شريف نبيل أن يشارك فيها ويدافع عنها هي الحرب الإنسانية الحقيقية وهي ضد كل شيء غير إنساني ، وكل عدو يحارب الإنسانية ويريد القضاء عليها ، وحقيقة هذه الحرب ،إنها ليست حربا واحدة بل حروبا مستمرة وعلى جبهات مختلفة ...

من الحروب الإنسانية الشريفة : محاربة الفقر ، هذا العدو الكبير الذي يهدد الإنسان في إنسانيته ويجعله يتنازل عنها من أجل آدميته فينتقل من إنسان إلى آدمي لايهمه سوى تلبية غرائزه الحيوانية وهي إشباع البطنة ، هكذا تسقط كرامته ويتحول إلى كائن همه الوحيد البحث عن الأكل والشرب والملبس بأي ثمن. إن الفقر الذي يعرفه العالم اليوم سببه في الأصل الإنسان نفسه، وبه يعيش العالم العديد من المشاكل ، لكن الفقر الحقيقي هو ذلك الفقر المركب والذي يجمع بين الفقر المادي والروحي وكلاهما خطير على الإنسانية بوحده، فمابالك إذا اجتمعا في نفس واحدة .

ومن الحروب الإنسانية التي يجب تعبئة الجميع لها هي الأوبئة الفتاكة والأمراض القاتلة ، فكم هي الأعداد البشرية التي قضت عليها الأمراض وقتلتها وكم هي العقول والأجساد التي ضاعت ورحلت بسببها ولم تستفد الإنسانية من عطائها ، وكم هي العاهات التي خلفتها الأمراض في الإنسانية ، وكم هم العجزة والمضرورين والمقعدين الذين يعانون بوطأتها بيننا، إننا لايمكن أن نسعد وبيننا الأشقياء الذين يعانون من الآلام والأمراض والأوبئة ، وإذا لم نحارب تلك الأمراض فإنها ستصيبنا كذلك سنتضرربها نحن لامحالة .

ومن الحروب الإنسانية كذلك التلوث، هذا العدو الذي يهدد الأرض وسلامة الحياة والإنسان في الكون ويشكل خطرا دائما ومتزايدا على جميع الكائنات لابد من توحيد الجهود من الجميع في العمل على الحد من خطورته واجتناب آثاره ، وهذا لن يتأتى إلا بتوحيد صف الإنسانية ضد جميع الأنشطة التي تتسسبب في تلوث الحياة سواء العلمية والحربية أو غيرها لمنعها أو على الأقل التقليل منها وضبطها وتنظيمها ثم التفكير في البدائل الصديقة للبيئة والرحيمة بهاوتشجيعها .

من الحروب الإنسانية محاربة الأمية ، فإذا كانت الأمية كمصطلح في مجال التربية والتعليم هو الجهل بالقراءة والكتابة ومحاربتها تكون بتعلمهما، وقد استطاعت العديد من المجتمعات المتحضرة القضاء على هذا المشكل بشكل شبه شامل بين أفرادها ، غير أن العديد من سكان هذا الكون مازالوا يعانون من هذا المشكل ، ويكون سببا كبيرا وراء عدم مسايرتهم لركب الحضارة الإنسانية ، غير أن التطور الذي تعرفه الإنسانية اليوم في العديد من المجالات بشكل سريع ومتزايد ودائم خاصة في المجال المعلوميات واستعمال الأنظمة الرقمية والحاسوب ، جعل من الأمي الحقيقي هو الجاهل بهذه التقنيات وكيفية العمل بها واستعمالها، فهذه الأمور ستغزو حياتنا اليومية وبشكل كبيروالمتخلف عن هذا الركب سيكون عائقا وراء اتساع انتشارها وبالتالي سيكون عائقا وراء تطور الإنسانية، فكم هي هذه الحرب طويلة ومستمرة ومفيدة، وفي نهايتها إنسانية.

من الحروب الإنسانية والتي يغفل عنها الكثيرون ولايعيرونها حقها من الإهتمام، محاربة الجهل والتخلف، والجهل الذي أقصده هنا الجهل الروحي ، وسببه انتشار الأفكار البدائية والخرافات ، وهذه الأفكار تجعل المعرفة الإنسانية حبيسة أفكار هدامة وباطلة بعيدة عن العلم والعقل وبعيدة عن المنطق والحقيقة ، وهي في غالبها أفكار شيطانية بائسة أساسها الشعوذة والباطل والدجل ، وعند انتشارها في المجتمعات تتراجع المعرفة والعلوم والتقنيات ، وبالتالي تنكسر الحضارة وتقف عجلة التطور و التقدم ، فعندما تختلط الأفكار الهدامة والخرافية بما هو روحي حق فإن ذلك يكون نهاية العلم والعقل وبالتالي يظهر الصراع بين ماهو روحي وعلمي فينقلب هذا الصراع الى حرب غير إنسانية لأنه انحراف عن الصواب، فالروح والعقل طاقتين متلازمتين في الإنسانية لاتستقيم الحياة إلا بهما .

من الحرب الإنسانية كذلك والخطيرة محاربة التطرف، وهذا الأخير من الأفكار الهدامة والباطلة وهو عدو الإنسانية ، والتطرف هنا الذي أقصده التطرف المخالف للفطرة الإنسانية والمناقض لها ، فهو دعوة للحروب القذرة الشقية الباطلة والضالة والتحمس المبالغ في ذلك غواية ونزغة من الشيطان ، وكما يسقط التطرف على الأفكار يسقط على المعتقدات وهو أشد وأخطر على الإنسانية، وهو باب من أبواب الشيطان يحرف الجهد الإنساني عن الحق والخير إلى الشر والغواية ، وهذا الشكل من الأمراض أفضل طريقة لمحاربته هو الإقناع والمحاورة ، والدفاع عن الرأي المعتدل وعدم إضعافه، وتمكينه في الأرض ونشره ، كل هذا يجب أن يتم بالحكمة والموعظة الحسنة واختيار الطرق الأنسب والأحسن، والإبتعاد عن التصلب والمواجهة.

ومن الحروب الإنسانية كذلك محاربة الحقد والضغينة وتحويل ذلك بزرع الحب والمودة والصداقة بين الجميع وعدم التعصب للأفكار الهدامة واجتناب الصراعات في الرأي والعرق واللغة واللون ، وزرع بذور التسامح والتصابر بين بني البشر ، واعتبار الجميع إخوة، وأن الناس واحد من الأصل، وأن الإعمار في الأرض هو الأهم .

ومن الحروب الأساسية كذلك محاربة الحروب القذرة والباطلة والهدامة وعدم التحمس لها ولا موالاتها ولا مساعدة ولادعم من يدافع عنها ، وإذا تعسر لك الوقوف في وجهها فإلزم الحياد في ذلك، فإنه الموقف الأصح في تلك الحالة ، إلا إذا كان الحياد سيؤدي الى نتائج معكوسة فإن الواجب الإنساني يلزمك الوقوف الى جانب الحق والفضيلة، هنا يجب عليك أخي الإنسان الوقوف بإنسانيتك الى جانب الجميع المظلوم والظالم ، فنصرة المظلوم تكون بتقديم العون والسند له والوقوف معه ، أمانصرة الظالم فبتقديم النصح له ودعوته بالرجوع عن ظلمه وغيه وجبروته ، وعلى صاحب الحق أن يعلم أن في التضامن مع أخيه الإنسان قوة لاتقهر لأن الله والناس وأصحاب الرسالة الإنسانية كلهم في نهاية المطاف معه.

إن السبب الكبير للحروب القذرة هو الشيطان وهو العدو الأكبر للإنسان والإنسانية ، وهوالسبب في بت الفرقة والشقاق بين الناس وبالتالي خلق وزرع الأحقاد والشر والتطرف والإختلاف السلبي الضدي في الأرض، لهذا يجب محاربته ومقاومته وعدم ترك الفرصة له ليسود العالم ويسيطر عليه ، فالأفكار الشيطانية هي التي تدفع إلى هذه الحروب، والذين يعلنون مثل هذه الحروب هم من الشياطين أو أولياؤهم ، فعلى أصحاب الرسالة الإنسانية التحكم والتريت في إتخاد مواقف نحو هذه الدعوات المتسرعة نحو الحروب والنزاعات القذرة المفسدة الباطلة والمبنية على الظلم والعدوان والإعتداء، فالفكر الحربي فكر هدام وضال، والحكمة تتطلب عدم التسرع في إعلانها ، ولابد في اتخاد مثل هذا القرار أن يكون هناك أكثر من صوت، وأن يتفق الجميع على ذلك، وأن تكون الجماعة الموكلة لذلك تضم الحكماء والعقلاء وأن يكونوا من كبار القوم وأكثرهم رزانة وأقلهم اندفاعا، وأن لايتخد القرارعند التعارض، وأن يكون التصويت سرا.

نداء

أخي في الإنسانية كفى من الحروب الهدامة الباطلة والمدمرة للإنسان والإنسانية ، كفى من الحروب التي أججت الأحقاد في النفوس وزرعت الرعب والويلات والآلام بين الناس جميعا، كفى من هذه الحروب القذرة، ولنقل
كلنا وبصوت واحد لا للحرب نعم للحياة ، وأن تكون كلمة
صادقة ومخلصة.