الجمعة، 14 مارس 2008

الجرائم الإنسانية القابهابلية





لا أريد الحديث عن الإجرام من المنطلق العلمي ولا القانوني ولا كما ينظر إليه الكثير من المتخصصين في هذا الموضوع الشائك والمتنوع، بسبب تداخل العديد من العلوم في شرحه ودراسته، ولكن سأتطرق إليه من الناحية التي أراها تقلقني، بل وتقض مضجعي عندما أسمع مثل هذه الحوادث تقع في الأرض ويبقى الواحد منا ساكتا وملتزم السكوت كأن الأمر لا يهمه لا من قريب ولا من بعيد، لكن وبكل بساطة أخي في الإنسانية سأتطرق إليه من الجانب الإنساني الخالص.

فالجرائم لا تعد، بل وصلنا في عالمنا اليوم إلى درجة تقييم الجريمة بالوقت ، وأصبحت عندنا إحصائيات تقدر ، وأؤكد على كلمة تقدر، بشكل تقريبي فقط عدد الجرائم التي تقع في اليوم والساعة إن لم نقل في الدقيقة والأرقام مخيفة ، ولست من الذي يستغلون الأرقام لتمرير الخطاب وتهويل القضايا ولكم أحيانا تكون النتائج معبرة وتكون الأرقام صادمة، ومن كان يبحث عن الأرقام، فكثيرة هي المواقع التي تخصصت في هذا، ولن يضل ويتعب إذا رجع إلى هذه المواقع في الأنترنيت ليكتشف الأرقام المهولة والتي تختلف من بلد إلى آخر.

واقعنا المعاش المر

أخي في الإنسانية من أين سأنطلق في حديثي هذا؟ هل من الفرد أم من المجتمع أم من الأسرة أم الواقع سواء المحلي أو العالمي؟ أم سأتحدث عن الكل جملة أم أفصل.

الكيل طفح ، والقلب دمى، والعقل انشطر، والعين رمدت ، والأذن صممت، واللسان خرس، ولم يعد أمامنا سوى الغواية والسقوط في مستنقع الحقد والتسيب، أو الوقوف بحزم والرجوع إلى الضمير الإنساني الحي الصادق المخلص والمحب للحياة والناس وتحكيمه بين الخلق، والدفاع عن إنسانيتنا بالحكمة والموعظة والطريقة المثلى في الحوار والجدل ، بعيدا عن التقتيل والحراب واستفزاز الأخر وجره إلى العنف والشدة.

1__ واقع الفرد:

ماذا بقي للآدمي من الجرائم لم يقترفها ، ترى ما السبب ؟ هل هذا يعود إلى طبعه أم إلى تقصير منه أم إلى ضعف فيه؟ كل هذا قد يكون صحيحا جملة في بعض الجرائم ومفصلا في بعضها الآخر، لن أقوم بهذا التقسيم الآلي للجرائم، لكني سأركز على الذي يهمني كإنساني في هذا كله ، أين ترك الفرد منا إنسانيته وهو يقترف هذا الجرم الإنساني في حق الإنسانية؟ كيفما كان، الكتب السماوية هي التي تجيبنا عن هذا السؤال، وهذا موضوع آخر له مقاله ومقامه.

أخي في الإنسانية ، عندما تطغى الأنا وحب الذات تندحر الإنسانية، وتفقد مكانتها في النفس، فيتعطل العقل والقلب ، ويضعف الإيمان والحب ، ويتحول الإنسان إلى ذلك الكائن الفاقد لأحاسيس الإنسانية ، وبالتالي لن تؤثر فيه صور الجرائم التي ارتكبها، ولا التي ارتكبت في حق الإنسانية ،و هذه ضريبة الحضارة التي أسسناها نحن البشر على حساب الأخلاق والفضيلة والحب للناس والحياة للجميع، ونبذنا الدين الذي به تحي الأمم وتعيش في توازن تام وراء ظهورنا، وطغت المادة عن تفكيرنا واختيارنا، وأصبح الهامش الأساسي عندا هو الربح المادي الدنيوي المنحط الحقير ، والتفكير الضيق النفعي و المصلحي والبعيد عن حب الناس والإنسانية ، وأصبح هذا الفرد في خضم هذا أقرب ما يكون إلى "القابهابلية " قد يقتل أقرب الناس إليه من أجل شيء تافه دنيوي.

2 __ واقع الاسرة:

لا أحد يخالف، إلا من به جنة، أن الأسرة أعظم خلية جعلها الله لحفظ الحياة و الإستمرارية في الكون، وقد حثت الكتب السماوية على الحرص على سلامتها وتماسكها ، وتحريم كل ما من شأنه أن يمسها وسلامتها، وأي دين لا يدعوا إلى الروابط الإنسانية فهو دين مشكوك في صحة وروده من الله، بل لا يحق للناس أن يحترموه ولا أن يدافعوا عنه، فكيف بالقوانين الوضعية التي لا تهتم بالأسرة ولا تعيرها أي جانب من الإهتمام والعناية ، بل ومن القوانين من تدفع بالأسرة إلى الإنحلال والتمزق ، فتعتبر التقاليد الأسروية، والأعراف، والأخلاق، والقيم، والروابط، عوائق للتنمية والحرية والإنطلاق نحو التقدم والمساواة، وأن الإحترام الواجب الإمثتال له اتجاه باقي أعضاء الأسرة خاصة للكبير من الجد والجدة والأب والأم، بل ولباقي أفراد الأسرة عامة لا قيمة له، ولا يثير أي اهتمام ولا اعتبار في هذه النظم والقوانين الحالية، ولا حتي في المناهج التعليمية عند الأطفال والتلاميذ والطلبة، مما كان له هذا الإنعكاس السلبي الكبير على الأسرة وانحلالها وضعف دورها في التربية والتوجيه.

أخي في الإنسانية، لقد تطورت الحياة وتعقدت وأصبح واقعنا اليومي الذي نعيشه بمشاكله والصعوبات التي تحيط به يشكل واحدا من العوائق التي لا تساعد الأسرة في القيام بمسؤولياتها تجاه الأفراد والمجتمع.

نعم هذا صحيح، لكن ماذا فعلنا لهذه الأسرة لتسترد مكانتها ودورها في تنشئة مواطنين صالحين إنسانيين ؟ هل كلما وضعنا نظاما أو منهجا أو قانونا للحياة احتسبنا إلى الأسرة وراعينا وجودها وقيمها ؟ لا أعتقد ، بل أستبعد هذا ، واقع الأسرة الحالي سيء جدا، بل ومر في بعض الأحيان عند بعض المجتمعات.

لقد انحرفنا عن النهج الصحيح القويم الرباني الخالص والقويم والذي هو العلا ج الوحيد الذي لا محيد عنه للخلاص من هذه الأمراض التي تعفن مجتمعاتنا ، وتعكر حياتنا .


3__ واقع المجتمع :


ماذا تبقى من قيم الإنسانية في المجتمعات التي نعيشها؟ فبقدر تمسك المجتمع بالقيم الإنسانية ، بقدر ما يكون في منأى عن العديد من المشاكل التي تعاني منها باقي المجتمعات غير الإنسانية، وبالتالي يكون المجتمع الأكثر سلما والأكثر بعدا عن الإجرام والجريمة.

إن الصور التي يتلقاه الفرد منا في المجتمع الذي يعيشه والتي تكون قاتمة، تجعل التفكير في الجرم عنده بالأمر الهين والسهل، فيكون الوازع الرافض لها ميت، فلا حسيب ولا رقيب، ولا ناهي ولا منتهي، فتنتقل الجرائم إلى المستوى الأعلى عند الصفوة من المجتمع ، والجريمة عند هؤلاء يكون الوقع فيها أكثر شدة وخطورة على المجتمع والناس.

نعم كيف بالأحرى سيكون هذا المجتمع "وحاميه حراميه" كما يحل للبعض أن يقول، إن الراعي عند ارتكابه للجرم تطبق عليه العقوبة بالقدر الشديد والصارم ، وعن التغاضي عن جرمه يعتبر الخطر الأكبر بل هو الجرم بذاته، فبمن سيثق الناس، إذا فقدوا الثقة في الراعي، لذا على الجميع أن يعمل بحزم وصرامة ، كل في موقعه، على التمسك بالحق والقيم الصادقة الإنسانية وأن يعترف عند ارتكابه لمخالفة أو خطئ بكل صدق ويقر ولا يخاف، لأن ذلك من أكبر الفضائل، وسيذكر بالخير عند الناس بل وعند الله لأنه لم يخن أمانة الثقة التي وضعت فيه رغم خطئه .


4__واقع العالم:

عالمنا اليوم عالم الجريمة بالمعنى الصحيح للكلمة، لم تعد هنالك جريمة يمكن أن تخطر على بال الإنسان لم تقترف بعد في الواقع، بل علينا أن ننتظر ما هو أسوء من الجرائم العادية ، إنها الجرائم الأكثر إيذاء للناس و الإنسانية، فالعالم الذي تتقاذفه التيارات الفاسدة البعيدة عن الإنسانية والقيم والأخلاق الفاضلة، والعالم الذي تسيطر عليه غريزة الكسب والربح والمصلحة الفردية ، والعالم الذي بدأ يبتعد عن الرب وعن المثل الفاضلة، لن تنتظر فيه غير مثل هذه الجرائم البشعة، بشاعة انحرافه عن الحق والعدالة الحقيقية وحب الناس والحياة .

أخي في الإنسانية ، لم يعد العالم اليوم يميز بين ما هو جائز وما هو غير مباح فعله واقترافه من الأعمال ولو للضرورة مثلا ، فقد تباد المجتمعات وقد تدمر، بل وأحيان قد تسحق دول وأمم عن كامل، لا لشيء سوى باسم الحرب أو المصالح الخاصة أو الدفاع عن النفس أو القضاء على عدو، سميه ما شئت : من متطرف أو إرهابي أو غير ذلك حسب ما يحلوا للبعض أن يسمي، وما هي في الحقيقة إلا أسما ء وضعتموها أنتم والذين يحمون الفكر الإجرامي الهدام للإنسانية والحياة، لاتهمه حضارة ولا يهمه إرث إنساني، ولا يفكرون إلا في المادة والكسب النفعي الضيق، فيقترفون من الجرائم بوعي وغير وعي ما يجعل عالما الإنساني الجميل يتحول إلى بؤرة من الحقد والضغينة والحروب والنزاعات، لماذا تزرع هذه الأحقاد في الناس والمجتمعات بمثل هذه الدعوات، أين الحلم و التعقل والحكمة؟ لماذا لا يفكر القادة في جعل هذه الأرض ولو ليوم واحد بلا حرب ولا تقتيل، والله قد جعل بعض الشهور حرم، وحرم فيها القتل، نعم هل سنحلم بيوم بلا حرب ولا جريمة في حق الإنسانية؟ ويكون أكبر عيد للإنسانية جمعاء.


جرائم في حق الإنسانية


أخي في الإنسانية، لقد حدد علم الإجرام ، وبفضل العلوم الإنسانية التي تطورت، إلى وضع المقاييس التي بها يمكن تحديد المجرم واكتشافه وهذه المقاييس منها :
بصمات العرق ،والصوت، والأصبع،
بصمات العين والأذن، والشعر،
بصمة الحامض النووي، وغيرها.

وقد يكتشف العلم في المستقبل أشياء جديدة لتحديد هوية المجرم الحقيقي، لكن في الإجرام ضد الإنسانية يكون المجرم محددا، وقد يقول لك ها أنا ذا، لكن فعله الإجرامي يضع له من التبريرات ما يجعل الجميع يخيل لهم أنه غير إجرامي ، وهذا قد يكون بشدة إقناعه لك أو بقوته وتسلطه عليك فتداريه عن جرمه ، وقد يكون بجهلك للأمور ، أو بضعف إيمانك ويقينك في الحق، فتقترف الجرائم أمامك وأنت ترى، لكن في الحقيقة :

أنك أعمى لا ترى،
لأنك لو كنت ترى،
ما تركت الذي ترى،
فتمنع الذي ترى ،
وهل يستوي الذي يرى
والذي لا يرى.

جرائم على النفس:

إن لنفسك عليك حقا ، لكن أكبر جريمة للإنسانية على النفس أن تتبع هواها فيضلها عن حق والحقيقة، فيدفع بها إلى الطغيان فتشقى ،وتزيغ عن طريق الحق فتضل، وكم هي الأمراض التي تعاني منها النفس بسبب ما تقترف المدنية عليها بقصد وسوء تقدير للأمور، فعلى الإنسانية العمل على تقدير الصالح للنفس في ما هو مدني وحضاري وحداثي، حتى لا تميل وتنحرف عن الصواب.

لقد أصبحت الأرض غارقة في الطبقية بالشكل الذي أصبح فيها المحروم من الناس يشعر بالغل والحقد على الحياة بل وعلى كل شيء في الكون، لأن في اعتقاده أن العدل في الحياة أصبح عملة مستحيلة التداول و الإنتقام من الحياة هو السبيل لرد الإعتبار ، فتتحول سرائره نحو الجريمة وهو في اعتقاده ينشد الحق والعدالة، لكنه في نهاية المطاف قد غوى و زل .


جرائم على الجسد:

الجسد، ذالك الوعاء المؤقت الذي تسكنه الروح التي هي منبع الإنسانية وقوامها ، وهو عنصر من عناصر الكون والحياة ، والإنسانية مسؤولة عليه وعلى الحفاظ على سلامته وصحته، وهذه المسؤولية تتدرج حسب الوضع الهرمي الذي عليه المجتمع ، فالمسؤول الأول عن الناس هو الراعي الأول وعليه أن لا يبخل في حق أجسادهم وذلك بالتفكير في جميع الحاجيات التي يتطلبها جسد كل واحد من رعاياه ، وأهم رعاية بل وأول رعاية للجسم هي التنشئة السليمة الصحيحة , والخلو من أي أمراض وعلل وتشوهات خلقية بسبب مادي إنساني،لابد من حمية هذا الجسد ، والحفاظ عليه حتى عند الموت بكفنه وبدفنه وتكريمه كما حثت على ذلك الديانات الربانية الصحيحة .

أخي في الإنسانية أليس من العار أن تنتج هذه الإنسانية الأسلحة الفتاكة التي تدمر الإنسان بل وتمزق جسد الإنسان وتشوهه إلى درجة التفحم أو أكثر، أهل هذا هو ما استطاع العلم تحقيقه لهذه الإنسانية؟ هل هذا النوع من السلاح الذي يعتبره بعض ضعاف النفوس منا مشروعا أجازته الديانات السماوية وأقرته؟ حتى الأنظمة الوضعية التي أوجدها الإنسان بنفسه؟ إنه من العار على هؤلاء الإستمرار في إنتاج الدمار والفناء، أو ما يطلق عليه اليوم بأسلحة الدمار الشامل..أغيرها .

ألم يحن الوقت بعد إلى أن تتوحد الإنسانية كلها لتوقف هذا السباق المجنون على مثل هذا النوع من السلاح ، وتوقف استعماله ضد الإنسانية ضد الأبرياء من الناس ، ضد المستضعفين من الأطفال والنساء وغيره، إن أكبر الجرائم التي تقترف في حقنا ونحن عنها غافلون و لاهون تكون بتلك الأسلحة.


جرئم على العقل

لقد كرم الله الإنسان بالعقل ، وحباه بهذه النعمة الكبيرة والتي تميزه عن باقي المخلوقات ، هذه النعمة العجيبة هي التي أوصلت الإنسان إلى هذه المرتبة وجعلته السيد الأول في الكون وهو الذي يسيطر على جميع باقي المخلوقات التي جعلتها تابعة له وتحت إمرته، يفعل بها ما يمليه عليه ذلك العقل.

والعقل وعاء الحكمة والرشاد، ومنبع المعرفة والسداد، وميزان الكمال وعليه الإعتماد، و به نجتنب الفساد ، ولابد من الحرص على سلامته وحفظه، والرفع من قدره، بل وتمكينه، وجعله الفاصل القطعي للأحكام والشرائع في أمور الحياة والعيش وتحصيل المعرفة و العلم.

غير أن الإنسان عن قصد، وعن غير قصد أحيانا، يتسبب في تدمير هذه النعمة التي منحها الله له، وذلك عن طريق العديد من الأعمال وبمختلف الوسائل الطبيعية والمصنعة، وبل أحيان من الطرق التي يقصد بها إيذاء العقل مباشرة، ولن ادخل في تفاصيل هذه الأمور لكني سأشير إلى بعض منها وعلى رأسها المخدرات التي ينتجها الإنسان ويصنعها، وفي نفسه أنه يخدم الإنسانية بها، لكن في الحقيقة يدمر أهم عنصر فيها ، و كذلك المشروبات الروحية و ما تحدثه من أضرار على الإنسان، و بعض الأنشطة التي قصد منها إغراق الإنسان في الملذات واللهو وعدم التركيز بعقله في ما هو أفيد له والإنسانية، ألا يمكن اعتبار هذه الأمور جريمة في حق الإنسانية.

جرائم على الطبائع

وهذه الجرائم من الأمور التي لا يشعر بها الإنسان حتى فوات الأوان، كم قام الإنسان بقتل بعض الطبائع الحسنة وعوضها بطبائع سيئة تسبب الهلاك له وعلى رأسها مثلا طبيعة التدخين، فالشركات التي تنتج هذا النوع من المنتوج والذي يستهلكه الشباب اليوم وبشكل كبير، لها وزنها في صنع القرار ولها وزنها كذلك في الإقتصاد، بل لها وزنها على الصعيد العالمي، فمن إذن سيحمي الشباب من هذه الطبائع المرضية ، وعلى الجميع أن يعلم أن كل طبيعة سيئة تخلق تكون على حساب طبيعة حسنة تقبر، والعاقل منا من لا يتسرع في التطبع بالطبائع السيئة، ويستعمل العقل في وزن هذه الأمور.


جرائم على القيم

وما أكثر هذه الجرائم في حياتنا اليومية، و ما أتعسنا إن تركنا هذه القيم تضيع وتنمحي، ونحن عنها ساهون ملهون في القيم الحديثة والفاسدة والتي نطلق عليها نحن بمنطقنا المادي غير الإنساني بالقيم الحديثة للعصر الحديث، وعن أي حداثة يتحدثون، هل الحداثة في ترك الأخلاق و القيم الإنسانية التي كنا نتصف بها ، بل ويجب أن نبقى متصفين بها.

أين هي قيم التضامن و التآخي والتواد و التآزر و الإيثار ونصرة المظلوم و العفو والنبل والشرف والعفة؟ بماذا عوضت هذه القيم الإنسانية؟ وماذا تبقى منها ؟ وأين نحن من الشيم والوشائج التي أمرنا الله بها، لن أزيد عن هذا، حتى لا أكون ضيفا ثقيلا .

جرائم على الدين

لقد أصبح الدين من أرخص البضائع على الواقع اليوم، كل من هب ودب يتدخل في الحديث فيه بشكل حر، مستغلا الحرية التي ينادي بها الجميع اليوم ، حتى أصبح الدين الشماعة التي يلصق بها كل مشكل يقع في العالم اليوم، هكذا أصبح من السهل التجرؤ عليه والخوض فيه بدون حق، وبدون ترك ذلك لأهله والعارفين بأصوله وفروعه و بخباياه العقائدية والشرعية.

لقد أصبحت الكتب المقدسة التي كانت مثار التقدير والإحترام من الناس بدون تمييز تتعرض للإهانة والتحقير، ما لم ينزل به الله من سلطان، من طرف بعض الغوغاء الذين يعتقدون عن جهل أنهم يحسنون لكن في الحقيقة أنهم يسيؤون للإنسانية، كما أصبحت دور العبادات تتعرض للهدم و الإعتداء دون مراعات لمشاعر الناس وحقهم في احترام دور العبادات التي هي في الحقيقة ملك للإنسانية جمعاء ، حتى الرسل مست قدسيتهم من البعض منا بدعوى الحرية والتحرر، وهذا من أكبر الجرائم التي تتعرض لها الإنسانية بل ومن أخطرها.

أخي في الإنسانية، حذار من غضب الله عند الإسراف في الطغيان والخروج عن جادة الصواب، حذار من بطش الله، إنه شديد، وعلى الظالمين غير يسير، وقد لن يصيب فقط المسرفين، بل ويشمل حتى المطيعين.