الثلاثاء، 15 نونبر 2011

الربيع الإنساني


الربيع العربي، عفوا الربيع الإنساني ....

أطلق الناس على الحراك العربي" الربيع العربي"

لكن لماذا الربيع؟ ولماذا العربي؟ ألم يحن بعد أن نرى ونسمع بالربيع الإفريقي، أو الربيع الأسيوي، أو اللاتيني، أو حتى الأمريكي أو الأوربي.

ولما لا الربيع الإنساني...

والربيع فصل من فصول السنة الجميلة الهادئة المعتدلة، يرى فيها الانسان جمال الطبيعة في كل مكان ، وينعم بالتمتع بمنظرها بكل حرية وأمان ، فيتجدد في نفسه الآمال نحو الانطلاق بكل حرية في الحياة ، ويستلهم المستقبل المشرق اشراقة شمس الربيع الوضاحة في سمائه الصافية بأشعتها اللطيفة المنبعثة منها بكل رفق نحو كوكب الارض.

يرسل الربيع رسالته للإنسان من خلال نسماته الفواحة بعطر المكان الممزوجة بكل انواع عطر الزهور والورد والريحان ، قائلة له : تجدد، مثل الطبيعة ، تجدد مثل تجدد هذا الفصل، اخلع عن نفسك البؤس والدل والحرمان، وانطلق في فضاء الحرية بكل امان، و لا تخشى التغير ولا تخف فالمستقبل لك ،واعلم ان الله مع كل متوكل وكل مجتهد يريد لهذا الكون الاصلاح والسلام.

لكن سوف ارجع بعقارب الزمان قليلا، لنسبر غور عالمنا العربي، كيف هو؟ ما هي أحواله ؟ وكيف هي حالة الإنسان العربي؟

مآسي ... نعم مآسي، من فوقها مآسي، من تحتها مآسي، تراها وتلمسها في كل النواحي، ظاهرها مظلم، وباطنها مدلهم.

إذا ولجت بداخلها تكاد لا تخرج منها سالما معافى من آثارها.

إذا سألت عن الفقر... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن البطالة ... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الجوع ... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن المهانة... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الأمراض... تجد الانسان العربي ...

إذا سالت عن الانحطاط... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن التخلف... تجد الانسان العربي...

إذا سألت عن الاستغلال... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الاستبداد... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن القهر... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الفساد... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الظلم ... تجد الانسان العربي...

إذا سألت عن التشرذم... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الخلافات... تجد الانسان العربي ...

إذا سالت عن النزاعات... تجد الانسان العربي ...

إذا سألت عن الحروب... تجد الانسان العربي ...

صورة قاتمة هي التي تتشكل في ادهان الناس، وهم يتحدثون عن الوطن العربي، نظرة استصغار ومهانة توجه الى الانسان العربي كلما وطأ قدمه أرضا غير وطنه، بل يعاني المهانة حتى في وطنه، ومن ابناء جلدته ، المتحكمين في رقابه.

متهم بالإرهاب تارة وبالتطرف اخرى، غير مرغوب به ولا فيه عند الامم الاخرى، معاناة شديدة ، وتضحيات مريرة، وتنازلات عن المواقف والمبادئ تطلب منه من اجل الاعتراف له بقدم داخل هذه الاوطان .

إنه جزء من المآسي التي تعيشها الانسانية... يعيشها العربي المسكين، الذي يشكل طرفا بارزا في المعادلة، معادلة "مشكل ضرب مشكل يساوي تخلف يساوي انحطاط يساوي استبداد"

من المستحيل ان يراهن أي واحد على أن هذا الانسان العربي سوف يقود الحراك من أجل الكرامة من أجل الحرية من أجل الدمقراطية، لا أحد كان يتصور ان الربيع الانساني سيبدأ من الوطن العربي، انه ربيع الشعوب المقهورة، ربيع الشعوب التواقة الى الحرية والديمقراطية والكرامة والمساواة.

لكن رياح الربيع العربي، المنسمة بروح الحرية، المعطرة بأريج حب الحياة، والتي تفوح منها رائحة الياسمين، أبت إلا ان تقول للعالم: أن الشعب العربي حي، وأبي، وانه قاد في فترة من الزمان لواء الانسانية والحضارة ، أن تضحياته مكنت العديد من الشعوب تذوق طعم الحرية والاستقلال، وتحررت من عبادة الاوثان والانسان الى عبادة الله رب العباد.

لكن التراجع الذي عرفه المجتمع العربي كان سببه الاساسي ابتعاد الامة عن المبادئ الانسانية التي كان يدعوا اليها الدين الاسلامي الحنيف، وكان يحمل شعارها ، هذه المبادئ التي تستمد توابيتها من الرسالة المحمدية.

هذا العربي كلما دخل مجتمعا لنشر دعوة القران التي تدعوا الى الرسالة العالمية، ونشر الاسلام المبني على التسامح والتواد والمساواة واحترام الآخر ودمجه في الحياة وعدم اقصائه، الا ويجد القبول، حيث يدخل الناس في شرعيته أفواجا بحمد الله ورحمته.

ان الرجوع الى الاصل.. أصل، وقد ترجع عقارب التاريخ الى دورتها الحقيقية، حيث سيستفيق الانسان العربي ، وستنتعش انسانيته من جديد، وسيهب الى الحياة من بابها الواسع، وسينخرط في المدنية الانسانية الحقة، مدنية التحضر والتطور والتقدم والديمقراطية.

ومن هنا سأبدأ بالحديث عن الاسباب التي كانت وراء الربيع العربي، وان شأت ما يمكن أن يكون سببا من الاسباب التي دفعت الى هذه الهزة.

أولا الاسباب:

تعددت الاسباب، لكن النتيجة واحدة وهي الربيع العربي، واكثر هذه الأسباب التي كانت وراء هذا الربيع هي:

القمع؛

لقد عاشت الامة العربية تحت وطأة القمع ردحا كبيرا من الزمن نالت منه اشكالا متعددة من الاهوال و الويلات والمصائب، وعانت منه شعوبها كثيرا جراء ما كانت تقاسيه من أصناف الاستبداد والاستغلال والقهر، وانعدام الحريات، وجراء ما تجرأته من أساليب الظلم وسلب للحقوق وحط للكرامة .

القمع أنواع وأشكال فهناك:

· القمع السياسي،

يتجلى في فرض النظام السياسي على الشعوب بالقهر والقوة، وأحيان بتزوير الإرادة، وأحيان بالمراوغة، وأحيان بالضغط و الإستقواء بالأجنبي، وقد كانت هذه سياسة العديد من دول العالم، لكن الحضارة والتحضر، والرغبة في التحرير، مكنت العديد من الشعوب الإنسانية من فرض اختيارها، وتم تأسيس الدساتير التي هي عقود عامة تربط العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وتجعل الحاكم مسؤول أمام المحكوم في ما يتخذه من سياسات، وما ينهجه من مناهج.

لكن بعض الحكام جعلوا من هذه الدساتير صكا تتحكم من خلاله على رقاب شعوبها، وتفرض حكما وقوانينها حسب هواها ووفق مصالحها الخاصة بعيدا عن المصالح العامة.

ولكي يستمر وضع هؤلاء الحكام على هذا الحال، راهنوا على قمع كل أشكال الحقوق السياسية للأفراد، وعطلوها:

عطلوا الحق في تأسيس الأحزاب، وأن وجدت كانت أحزابا صورية ، يقصد منها الرواج الإعلامي،

عطلوا الحق في التصويت النزيه على تعديلات الدستور؛

عطلوا الحق في الانتخابات، بتزوير إرادة الناس؛

عطلوا الحق في التداول السياسي والتناوب في تحمل المسؤوليات؛

عطلوا الحق في تأسيس الجمعيات؛

عطلوا الرأي الآخر، وقمعوا الاختلاف؛

عطلوا الحق في التظاهر السلمي للمطالبة بالحقوق، وإسماع صوت الأخر؛

عطلوا حق المرأة في التعبير عن حقها، وحقها في المشاركة في تدبير الشأن العام؛

· القمع الاقتصادي

ان السمة الاساسية للأنظمة الاقتصادية، هي كونها تتسم بالحركية و التطور، وهذا راجع إلى عوامل ذاتية لها ارتباط عضوي بالاقتصاد نفسه: كازدياد الإنتاجية وتطور مستوى وسائل الإنتاج، واستخدام التقنيات الحديثة، وغيرها، وعوامل خارجية لا تتصل اتصالا مباشرا بالظواهر الاقتصادية: ومنها الاكتشافات الجغرافية والعلمية، والحروب و النزاعات السياسية.

غير أن اقتصاد هذه الدول وان تطور ونما، فإن ذلك لا آثار له عند هذه الشعوب، لان الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها من طرف من يحكمونه ومن هم مقربون من الحاكم، جعل نعمة الاقتصاد ونموه ينحصر فضلها على هؤلاء دون سواهم من باقي الشعب، وبالتالي اصبح الشعب يعيش قمعا اقتصاديا، حيث تفرض عليه الضرائب التي يدفعها لوحده ، ويتحمل تكلفة العيش وارتفاعها لوحده، ولا يستجاب لمطالبه المرتبطة بالرفع من دخله وتحسين معيشته.

ان انتشار البطالة في المجتمعات الانسانية، وعدم التعجيل بإيجاد حل لها قمع اقتصادي، من شأنه أن يخلق توترا في المجتمع قد لا تحمد عقباه ونتائجه.

أن انتشار الفقر والحرمان والهشاشة الاقتصادية والعوز والفاقة في مجتمع ما دليل على انه يعاني قمعا اقتصاديا.

· القمع الاجتماعي:

تعتبر الناحية الاجتماعية للمجتمعات المرآة الحقيقية لتحضرها، فمن خلالها يمكن ان نستشف أن هذا المجتمع متحضر ومتقدم، وأنه في وضعية جيدة، وان جميع نواحي الحياة فيه محترمة.

لكن المجتمعات التي يسودها القهر والاستبداد، تطهر فيها علامات القمع الاجتماعي من خلال العديد من المظاهر، كظاهرة عدم التوفر على سكن أو السكن في أماكن غير لائقة ولا صالحة ، ولا تحترم فيها لآدمية الانسان، بسبب انعدام الصرف الصحي وغيرها، وعم وجود ماء ولا كهرباء.

ومن ظواهر القمع الاجتماعي عدم الاستفادة من الحق في التعليم، وان وجد كان تعليما ناقصا، والحق في التطبيب وان توفر كان خدمة سيئة تكثر في الاخطاء والمشاكل ويعسر الوصل الى الاستفادة من خدماته، والحق في الترفيه وممارسة الانشطة الرياضية والترفيهية سواء بسواء مع اصحاب الفرص والمحظوظين.

· القمع الفكري

وهذا الشكل من القمع يكون سائدا في المجتمعات التي لا تحترم الرأي الآخر، ولا ترغب في التعددية ولا تؤمن بالاختلاف ولا بالتنوع ، فتقمع كل رأي أو فكر يعاكس افكارها، ويخالف توجهها، سواء كان من الافراد او من الجماعات.

ان مصادرة الرأي سواء عبر منع الصحافة الحرة النزيهة الصادقة ، او عبر تعطيل دور الاعلام ورسالته التنويرية، أو عبر محاصرة الكتاب من خلال الرقابة اللصيقة على الافكار، أو منع الحق في التعبير عن الرأي ولو كان مختلفا -شرط ان لا يكون ماسا بالثوابت والمقومات- يعتبر من قبيل القمع الفكري .

· القمع العقائدي

حرية المعتقد اقرتها جميع الاديان، وليس من الدين عدم احترام معتقدات الاخرين، ومنع الاخر من مزاولة عباداته ومعتقداته، قمع عقائدي في حق الانسانية، وحرمان الانسان من رغبته في التدين والالتزام بشرائعه قمع عقائدي، ومن شأن القمع العقائدي ان يسبب في ظواهر خطيرة ، وانعكاساتها تكون وخيمة.

ان الدين واحد، وكل امة لها دينها الذي تتبعه ، وعلى الاخرين احترامه ، وعلى الحكام الامتثال لشرعته ومنهاجه، ولا يجوز أن يشرع بخلافه، لان في ذلك مس بحقوق الشعب ، وقد تكون الاغلبية في شعب تدين بدين ، وتكون اقلية تدين بآخر، ولا يحق اغفال شرع الاغلية ولا يحق سحق الاقلية ، بل يجب ان تكون المواقف مبنية على القوام و الاعتدال في المواقف، حتى يشعر الجميع ان له حق في التدين داخل مجتمعه، والا فان في ذلك قمع لمعتقده.

الفساد

قد لا يختلف اثنان في أي حديث عن الفساد دون التطرق الى مظاهره الكثيرة التي تظهر على جميع الاصعدة داخل المجتمعات التي تعاني من هذه الآفة ، سواء في المجال السياسي ، أو المجال الاداري، أو المجال القضائي.

ويبقى المجال القضائي اهم مجال، اذا ظهر فيه الفساد انعكس تأثيره السلبي على باقي المجالات، لان القضاء اساس العدل ، والعدل اساس الحكم، ولا يمكن ان نتصور حكما بدون عدل ولا قضاء نزيه ومستقل ، وإلا، فان الحكم يكون آنذاك بالقهر والقوة والقمع، وهذا ما يدفع بالثورات مهما بلغت قوة النظام وشكيمته.

أما الافساد الاداري ، فإن انعكاسه على حياة الناس اليومية وعلى قوتهم يجعل منهم اشخاصا غير راغبين في البقاء تحت ظل النظام الفاسد ادارته ، السيء تدبيره، حيث تكثر هجرتهم منه الى مجتمعات اخرى يحسون فيها بنوع من العدل والانصاف والحق، ويلمسون فيها التدبير الحسن.

وقد تكثر الاحتجاجات في المجتمعات الفاسدة، وتظهر القلاقل ، وقد ينعدم الامن، وهدذا كذلك من بين الاسباب المهمة التي كانت وراء هذا الربيع.

انعدام الامن

ذاك أن الاحساس بالأمن من بين دواعي استقرار الامم والمجتمعات ، وفي انعدامه مؤشر الى عدم الاستقرار، وليس الحديث هنا عن الانفلات الامني المعروف بكثرة اللصوص وقطاع الطرق ، أنما المقصود هنا بالأمن بالمفهوم الحقيقي ، وهو الامن الانساني، وله كثير من المناحي ؛

كالأمن الروحي، والامن الغذائي ، والامن الصحي، والامن المعاشي ، والامن اليومي.

ثانيا النتيجة :

اما اسقاط للنظام؛

حلول الربيع العربي ، واشراقته على الامة العربية، وهبوب نسمته العليلة على الشعوب التواقة الى الحرية ، والراغبة في الغد الافضل ، غد تتحقق فيه أماني الشعوب ورغباتها.

هكذا خرج اهل تونس الخضراء، وما كان احد يراهن على هدا الشعب بأن يقود ملحمة الربيع الانساني، وطالبوا بالإصلاح والانصاف ، ليتعرضوا للعنف والتنكيل ، فينتقل مطالبهم بالتغير واسقاط النظام.

وينتقل الى مصر، وما ادراك ما مصر، ثم ما اداك ما شعب مصر، فرغم ما كان يعانيه هذا الشعب البطل من فقر وضعف، الا انه تحدى كل قمع وحقق ثورته بكل سلام وأمان، وكان الفضل يرجع في اول الامر الى الله سبحانه وتعالى ثم الى انضباط الشعب ومؤسساته.

وهكذا دواليك بدأت الأنظمة الفاسدة تتهاوى امام انظار العالم، تتهاوى وتتساقط كما تتساقط اوراق الاشجار البالية العصية، والتي تمسكت بعروش الاشجار رغم رياح الخريف وبرودة وامطار الشتاء.

كانت البداية من تونس الابية الى مصر الكبيرة ثم ليبيا الشجاعة، وفي الطريق الى الثورة كل من اليمن السعيد بشعبه الواعي المتحضر والمتمسك بمقوماته، وسوريا الجريحة بما تعانيه من قسوة النظام المتحكم في رقابها.

وإما اصلاح النظام

قد ارجع الى هذا الموضوع واخصص له كلمة مستقلة له ، غير انه لابد من الاشارة الى ان الانظمة التي رغبت في الاصلاح استطاعت ان تتمكن من تمديد عمراها في السلطة الى حين، وهذا الحين مرتبط بمدى صدق نيتها في الاصلاح من عدمه.

الأحد، 16 أكتوبر 2011

نرقبوا اخواني الكرام رسالتي الجديدة قريبا انشاء الله ، الى اللقاء.

الأربعاء، 22 أبريل 2009

وقفة تأمل

أعيش هذه الأيام حالة أبحث فيها عن شيء أفتقده ، لست أدري ماهو ، وهنا تكمن صعوبة ما أبحث عنهه ، أجلس وحدي ، أذكر الله خالقي وخالق هذا الكون، أتدبر أفكر، لعلي أصل إلى شيء ما ، لكن ماهو هذا الشيء ياترى، ليست عندي ولا معي الإجابة.
كل ماهنالك ، حيرة ترتابني ،، لعل الله ياتيني من خلالها بقبس أو هدى ،
فقررت الصوم عن الكلام والانقطاع الى التفكير في الرب الكريم لعله يرشدني الى الصلاح والفلاح .
فعذرا إخواني في الإنسانية إذا لم أعد أتحاور معكم، هذا فوق إرادتي البشرية.
لعلالله الرب الحكيم يفتح لي فرائسي فتجود بما يختلج في أساريري*
الى اللقاء .ولكم مني أزكى وأطيب التحيات والتبريكات*

الثلاثاء، 4 نونبر 2008

الســلاح الإنسانــي

عجبا من هذه الإنسانية،
عجبا من هذه المدنية،
عجبا من هذه الحضارة،
عجبا من هذه العلوم،
عجبا منا نحن البشر،
انشغلنا بما هو ثانوي،
وأهملنا ما هو أساسي،

الهم الوحيد لكثير منا هو الحصول على السلاح،
نعم السلاح ولا شيء غير السلاح،

سلاح الدمار والتقتيل والخراب،
سلاح الرعب والخوف والهلع،
سلاح المآسي والآلام ،
سلاح الظلم و الانتقام ،

سلاح الموت والفناء،
سلاح العنف والهمجية،
سلاح الكراهية و الحقد والضغينة،

سلاح الحرابة والعدوان،
سلاح الإستقواء والطغيان،
سلاح العار والخزي والخذلان،
سلاح ضد كل ما هو إنسان،

سلاح ضد الحياة، ضد البشر،
ضد الحضارة والحجر،
ضد الطبيعة وكل ما هو شجر،
سلاح لا إنساني لا يبقي ولا يدر،

فإلى أين نحن البشر سائرون؟
وتهافتنا على السلاح متمسكون،
وعلى السبق فيه متنافسون،
ومن أجل الفتاك فيه راغبون،
وبالطائل من الأموال منفقون،
غير مبالين ولا مهتمون،
لما سنقترفه من جنون،

إذا استعملناه وأقحمناه في المعارك و الحروب،
وأهلكنا به الحرث والنسل،
والرطب واليابس،
والضرع والزرع،

لا لشيء

نعم لا لشيء له قيمة،
وهل هناك أغلى من الحياة قيمة؟
ومن الحضارة الإنسانية أهمية،
ومن السلم والسلام والأمان أفضلية،

ترى ...
ما الحل والخلاص...
وما السبيل إلى الفلاح ...
وتجنب ويلات السلاح...
إنه الحب
نعم الحب والتسامح والإخاء ، وزرع المودة بين بني البشر، وربطهم بأواصر الرحمة و التساكن والتعايش، ونبذ العنف والكره والحقد .
فما أحلى الحب للإنسانية جمعاء ، ولو انفق سكان الأرض الأموال في سبيل الحب السلم بين بني البشر لسلمت الأرض، ولانصب التفكير في البناء والإنماء، وابتعد عن الحروب والاقتتال وجمع السلاح الفتاك.


فما أجمل الأرض بدون سلاح.
ويا ليث الناس يهتمون بالحب والإخاء.
وينسوا أنهم سيحتاجون يوما إلى سلاح.

الجمعة، 24 أكتوبر 2008

الأزمة العالمية

الأزمة العالمية
ليست مالية وإنما هي أزمة قيم.

هذه الأيام، انشغل العالم من حولنا بالأزمة المالية التي بدأت تعصف بأكبر المؤسسات المالية العالمية، وانعكس آثارها على اقتصاد الدول، وتأثر بشكل سلبي، وانهارت بعض الشركات وتصدعت، وفقدت الكثير من المكاسب الأرباح بل ومن الرأسمال، وتأثرت البورصات في الكثير من الدول، وانخفضت القيم والأسهم المالية، وانزلقت المؤشرات وفقدت العديد من النقط ، وانحدرت في المراتب.

كل هذا انعكس على الإنسان وعن حاله وأحواله، وتجلى ذلك في هرولته إلى البحث عن الحلول المالية والإقتصادية، لإيقاف هذا النزيف المالي، وإرجاع الأمور إلى نصابها، فاضطرب حاله، وانعكس ذلك على نفسيته، وفقد السيطرة على وضعه ، وهرول نحو الحلول الآنية ، عوض التوجه إلى الحلول الجوهرية الناجعة.

لكن، هل بالفعل هذه الحلول التي اتجه إليها المجتمع العالمي لحل هذه المعضلة هي الحل الحقيقي للخروج من هذه الأزمة؟ هل بالفعل الأزمة التي نعيشها هي أزمة مالية فحسب؟ أم الأمر أكثر من ذلك بكثير، و بالتالي ما هو الحل؟

أخي في الإنسانية، إن النظام المالي العالمي اليوم نظام جشع لا يرحم، يرتكز على الفوائد لتحقيق الأرباح، دون مراعاة للآخر، ويبتلع الضعيف عند العجز عن الأداء، لا مجال فيه للأخلاق، والقاعدة العامة عنده هو الربح وتحقيقه بأي شكل من الأشكال، وقد سار على هذا النهج كل الرأسماليين والشركات العملاقة، حيث تقوى رصيدها المالي بهذا الشكل، وأصبحت الحلول التي تقدمها هي الحل والخلاص في نظر قصار العقول والضعاف أمام المال والثروة، الذين يعتبرون هذا الغناء هو النموذج الأمثل لإتبات الذات وتحقيقها.

ومن الخطئ الاعتقاد أن امتلاك الثرة هو أقصى ما يمكن أن يحقق السعادة في الكون عند الإنسان، لأن الثروة وإن ملكت ما ملكت منها تحت تصرفك، ليست هي الخلاص الوحيد عند الأزمات، بل تكون هي السبب فيها، وبالتالي يكون الخلاص هو توزيعها و العمل على تداولها بين الناس عوض احتكارها.

إن ضخ هذه الجبال من السيولة النقدية في الأبناك المهزوزة والمضطربة، والتي أبانت عن قصورها في حل هذه المعضلة المالية العالمية، لن يحل الأزمة، وإن حصل و وقع و أرجع الحياة والدفء فيها، فإن ذلك فقط إلى حين، وعندئذ ستظهر أزمة أشد وأقوى، ولن تحل بسهولة، وستكون آثارها على الإنسانية أمر وأخطر، لأن السبب في ذلك مازال قائما.

أخي في الإنسانية، إن العالم الذي نعيش فيه اليوم غارق في التناقض و الإختلاف، حيث انقلبت الأمور عن حقيقتها وأصبح الصحيح هو الخطأ، وعوض أن يتجه الناس إلى الحلول الحقيقية للأزمة وينطلقوا من السبب أو الأسباب التي كانت وراء استفحالها، اتجهوا نحو المسكنات التي سوف لن تحلها و إنما ستهدئها و ستسكنها.

إن عالما اليوم، وبسبب نظامه المالي الحالي، مقسم إلى عالمين متناقضين، عالم الأثرياء الذين يتحكمون في الأموال ومصدر القرار، وعالم الفقراء الغارق في الآفة والحرمان ، المليء بالمساكين و الجياع و المهمشين. إنهما عالمين على طرفي نقيض، وبينها هوة ساحقة من الفوارق، لا يمكن تصور حجم قعرها إلا من خلال المشاهد الروعة والمؤلمة التي تجود بها وسائل الإعلام لنا كلما سنحت الظروف لذلك.

نعم، إنه عالم المتناقضات والذي لا يمكن أن نجني منه سوى هذه المشاكل التي ستتوالى علينا وستتكاثر، وستكدر علينا الحياة وتمس الاستقرار، وستكون السبب في انهيار الحضارة الإنسانية لا قدر الله.

لكن، أين هو الحل ؟ وما هو الطريق الصحيح للنجاة ؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟

أخي في الإنسانية الحل الوحيد لهذه الأزمة هو توزيع الثروة بين الناس، وأن يشمل هذا التوزيع جميع الشرائح في العالم بدون استثناء ، وأن لا يكون التوزيع عبارة عن صدقات وهبات، بل لابد من برامج للتطوير والمواكبة والتتبع، وخلق الفرص للجميع من أجل الاندماج والتواصل، وفتح الباب للتعارف بين الأمم والشعوب، وإزالة الحواجز بينهما، فالكل في حاجة إلى الآخر، والكل يكمل الأخر.

والطريق الصحيح إلى هذا الحل هو الرجوع إلى الله، و العمل على اتباع نهجه القويم، الذي هو مذكور في كتبه السماوية الحقة، والعمل على تطبيق وصايا أنبيائه للناس، بدون تمييز بين أنبيائه، فكلهم يحملون رسالة واحدة للخلق من الله، غايتها تحقيق سعادة البشر في الأرض، وتكريس العدل والمساواة بينهم، وخلق الألفة والمودة والرحمة بينهم، والعمل على تطبيق القانون الرباني فيهم الذي ينبني على الحب واحترام الحياة والإنصاف.

والسبيل إلى ذلك يكمن في العديد من الإجراءات التي تنصب كلها في تحقيق العدل وتوزيع الثروة بين الناس بالحق، وعدم العمل على احتكارها عند الأقلية من الناس، ومن هذه الإجراءات، بل ومن أهمها :

* التضامن بين الناس دون اعتبار لقوميتهم ولا لوطنهم ولا لعرقهم، لأنهم يجتمعون في الإنسانية جميعهم، خاصة عند اشتداد الأزمات؛
* إسقاط التعامل بالفوائد الكبيرة بين الناس عند التعامل بالقروض؛
* عدم إثقال كاهل الرأسمال بالضرائب؛
* تحديد سقف الضرائب على الربح في إثنين ونصف بالمائة؛
* العمل على توزيع الثروة بين الناس حسب المردودية؛
* تكريس مبدأ الثقة بين الناس في التعامل فيما بينهم ؛
* خلق شراكات بين الناس ولو اختلفت أعراقهم؛
* التصدق بالفائض من الإنتاج على المعسرين من الناس في شكل مساهمات في مجال التنمية المستديمة؛
* الرجوع إلى الأخلاق الفاضلة عند التعاملات بين الناس.

أخي في الإنسانية لو رجع الناس إلى الله وإلى كتبه السماوية الحقة، وطبقوا دين الله الصحيح في حياتهم ، والتزموا أوامره ونواهيه،وتحلوا بالأخلاق الفاضلة ، ما وقعوا في مثل هذه المشاكل و الأزمات، ولو عادوا إلى الله ورسله لوجدوا البلسم الشافي لكل أمراضهم وعللهم، فارجعوا إلى الله يا أيها البشر،
وانشروا الحب بينكم يحببكم الله،
وتعاونوا في الخير في الشدة والرخاء، يصلح حالكم।

الجمعة، 8 غشت 2008

عـدو الإنسـانية


إنسانيتك هي رأسمالك الحقيقي،
وهي هويتك الحقيقية،
وهي تعريفك الدائم،
وهي جنسيتك الأصلية،
بها تحيى،
ومن أجلها خلقت،
عليها يجب أن تموت،
ومن مات على إنسانيته خلد،
وعند الناس حمد،
و عند لقاء الله ربه سعد،
ومن شقاء وعذاب الآخرة بعد.

ولابد من الدفاع عن الإنسانية والدود عليها من كل عدو ومكروه، وأكبر أعداء للإنسانية، هم مروجوا الحروب والموت والداعين للكراهية والزارعين للأحقاد والفتن بين الناس، وعبدة الشيطان وجنده، فهؤلاء أعداء للإصلاح والسلام والحب والأمان.

أخي في الإنسانية،
لا تكن عدوا للبشرية فإن كنت كذلك فأنت لست بإنسان،
أين الإنسانية لمن هو ضد السلم والأمان،
ورافعا لواء الحرب و القتل والفتن بين الناس،
أين الإنسانية لمن هو ضد العلم والمعرفة، وهو غارق في الجهالة والتخلف،
أين الإنسانية لمن هو راغب في إفقار وإضعاف البشرية وزرع الفقر والحرمان بين الناس والفوارق،
إنه ليس بإنسان.

أخي في الإنسانية،
لا تكن عدوا للأديان ،
لأنك إذا كنت كذلك فأنت لست بإنسان،
أين الإنسانية لمن هو ضد الأخلاق والنبل والبر والإحسان،
ميالا للفساد والقبح والطغيان،
أين الإنسانية لمن هو ضد القيم الحميدة الحسنة غارقا في الرذائل والشهوات الساقطة،
أين الإنسانية لمن هو ضد الأمر بالمعروف والداعي للمنكر والعار، أين الإنسانية لمن قلبه فارغ لا إيمان فيه مغلف بالكفر والشرك والإلحاد.

أخي في الإنسانية،
لا تكن عدو للحياة والناس فإن كنت كذلك فإنك عدو لله،
فالإنسانية من الله ومن حارب الإنسانية فقد حارب الله ، ومن دافع عن الإنسانية فهو مع الله

الجمعة، 16 ماي 2008

خريطة طريق الإنسانية

خريطة طريق الإنسانية


أحيانا، وخاصة عندما يختلي الإنسان بنفسه، ينتابه شعور خاص وغريب، يتحرك بين ثنايا أضلعه ويسأله تارة:هل بالفعل هو إنسان صالح يعمل لصالح الإنسانية ؟ هل له مكان مع الإنسانيين الذين سيشملهم هذا للقب والذين سيكونون لا محالة من الفائزين إن صدقوا في عملهم مع الله وأخلصوا لدينه؟ ويدفعه تارة أخرى إلى التفكير في الطريق الاقوم والقريب إلى الحق، وإلى الحقيقة الإنسانية، لينعم بالسعادة المطلقة في الحياة قبل الممات.

كل هذه الأسئلة وغيرها سوف يجد الجوب عنها من خلال خارطة طريق الإنسانية التي أضعها بين يديك أخي في الإنسانية لتنعم بدفء الإنسانية، وتسعد بنور الحق فيها، وتفوز بالحب في الدنيا والفلاح في النهاية.

لكن قبل كل هذا لابد عليك أن تعرف معنى الإنسانية التي نقصد، والطريق التي سنتبع من أجل تحقيق مقاصد الإنسانية في الفرد أولا وفي المجتمع ثانيا، واعلم أن الطرق في ذلك شتى، وكل يرغب في الوصول إلى الحقيقة، فالعامة من الناس يتدينون ويقلدون الخاصة للوصول إلى كمال الإنسانية، والخاصة من الناس يستعملون بصائرهم للوصول الى الإنسانية، وأهل التصوف أصحاب الأحوال يسبحون في الكمال للوصول لها، وهناك خاصة الخاصة وهم العارفون بالإنسانية والمتشبثون بالحق والطريق الحق، ومن هذا كله وغيره فالصحيحة واحدة،

الطرق شتى إلى الإنسانية؛
وطريق الإنسانية الحقة مفردة؛
و سالكو طريق الإنسانية؛
من القلة أفراد.

واعلم أن الإنسانية الحقة هي سلوك فردي وجماعي تتجانس فيه جميع القيم التي نادت بها الديانات السماوية وأقرها العقل الإنساني السوي، وهي ارتباط مع الحياة والوجود وسائر المخلوقات وفق الضوابط الربانية والقواعد الكونية التي تسري على الجميع ضمن منظومة واحدة وموحدة من أجل الإستمرار في الحياة وتحقيق السعادة في الكون.

واعلم أن الإنساني هو من تحققت فيه هذه الإنسانية، وانضبط بالضوابط الربانية في الحياة، وعمل على نشر ذلك بين الناس بالعقل والحكمة، وابتعد عن استعمال الشدة في الأمور كلها، مغلبا الرحمة والتسامح والإحسان عن الثأر والإنتقام، وهذا كله من الأمور التي حث عليها الله في جميع كتبه التي أرسلها للناس عبر الأنبياء والرسل، للدفع بتحقيق الإنسانية في الناس والارض كلما زاغوا وغلبوا الآدمية وحب الشهوات، واتبعوا الهوى وغرهم الشيطان وأزلهم عن طريق الحق طريق الانسانية.

لكن للوصول إلى الحقيقة الربانية، وتحقيق المقاصد الإنسانية في الخلق،لابد من المرور عبر مجموعة من المراحل والمحددة في ستة مراحل عبارة عن محطات متسلسلة توصلك في النهاية إلى الإنسانية الحقة ،وتجعلك في الطريق الصحيح إلى الله منبع الإنسانية.


المرحلة الأولى

وتبتدئ هذه المرحلة بالإيمان بالله ،وبوحدانيته، وإنه وحده صانع الكون ومنظمه ، وأن الإنساني الحق في الكون هو خليفته، ولا يتحقق هذا إلا بالرجوع إليه، لأنه هو واهب الإنسانية ومانحها وجاعلها السمة التي تجمع الناس وتجعلهم عنده سواء، والإيمان بالله يمر عبر ثلاث هي:

& الحواس: فالإيمان بالله عبر الحواس سمة العامة والمبتدئين، ولكي تنضبط في طريقك لتتحقق فيك الإنسانية، لابد أن تنضبط حواسك في البداية، فالعين عندما تنظر إلى عظمة الكون وكبره، تقتنع في بصرها إلى أن الله حق، فتتحقق ألوهية الله في البصر، والأنف عندما يستنشق الهواء ويسري في الجسم بالنفع والفائدة، فيحيا الجسم لعبادة الله والعمل صالحا، وهكذا بقية الحواس .

& العقل: هذا النور الإلهي الذي وهبه الله للإنسان، وهو مظنة التكليف، وقد خاطب الله الإنسان من خلاله، وهو الفاصل الذي يميز الآدمي عن الحيواني، والذي يستعمل هذا العقل في الإيمان بالله وعبادته هو من العلماء المؤمنين ، وإن عمل بالإيمان بالله فهو من العاملين، والجمع بين العلم والعمل يصنف العالم في مصاف الإنساني الحق الذي يقدر المسؤولية التي من أجلها هو عالم ووارث للحكمة من الأنبياء والرسل.

& القلب : وهو المضغة التي وضعها الله في الإنسان وهي مقياس كماله وتمامه ، و بها ينطلق ويسمو إلى مراتب الكمال، والإيمان بالقلب تمامه وكماله، فإن وقر في القلب واستقر سعد الإنسان واكتملت إنسانيته.





المرحلة الثانية

وهي مرحلة التطهر والنقاء ، وهذه المرحلة تضفي على الإنسان الإستقرار والطمأنينة وتجعل شخصيته تقوى، وهي نوعان:ظاهرية وباطنية.

& وطهارة الظاهر تكمن في الإعتناء بالجسد وتنظيفه، ولها من الفوائد على النفس الإنسانية ما لا يمكن حصره، فبالطهارة يحس الإنسان بالراحة وينعم بالإستجمام، ويتفتح له دهنه، وتنشرح أساريره، وبتالي ينعم في الفهم والإدراك، زيادة على تمظهره بالمظهر الحسن المقبول عند الناس، فيحس بنظرات الإحترام تجاهه، مما يزيد في تقوية معنوياته، ويساعده هذا على العمل من أجل الإنسانية بكل ثقة وتفان.

& وطهارة الباطن وهي الأرقى والأفضل، وهي طهارة النفس والجوارح من الغل والحقد والأنانية والحسد والكذب و الغش والكراهية والبغضاء وكل الشوائب التي تسبب في نشر التفرقة بين بني البشر، وتعطل العمل الإنساني بين الناس، وهذه الطهارة تجعل من الآدمي إنسانا صالحا، وتقربه إلى الله بقدر صفاء وطهارة باطنه، لأن هذه الشوائب هي التي تحول دونه و التواصل مع الرب .

المرحلة الثالثة

وهي مرحلة الحب، وبهذه المرحلة يغرس الفرد الواحد أواصر الألفة والتعايش بينه وبين الآخر كيفما كان جنسه ولونه وعرقه، فالحب لا يعرف التمييز والتمايز، وحب الإنسان أعلى مراتب الحب وأرقاها، وأساسه الإيمان والتصديق، و من أحب الناس أحب الله، وقد يكبر هذا الحب وينقص حسب صدق وإخلاص الإنساني، وهو بخلاف المودة والألفة التي تجمع بين الرجل وزوجته، أساسها العاطفة والوجدان، والحب كما يشمل القريب يشمل البعيد.

& وحب القريب، من الزوج، والزوجة، والأولاد، والآباء، والأهل، والأحباب، وكل من له صلة قرابة أو مصاهرة، وهذا الحب يتفعل عن طريق التواصل والصلة مع الجميع، وعن طريق تبادل الزيارات سواء في المناسبات أو غيرها، وعن طريق الإنفاق، والهدايا، والإحسان لضعافهم، والبر والاحترام لكبارهم.

& وحب البعيد من العامة من الناس كيفما كان نوعه ووطنه وعرقه ودينه، المهم إن تحب إنسانيته، وهذا لن يتأتى إلا بالتضامن معه في محنه ومساندته، وتقديم العون والمساعدة له عند مصائبه، والدعاء و الصلاة له في حياته ومماته.


المرحلة الرابعة

الإحساس بالإنسانية، والترفع عن الآدمية و البشرية، وهذا لن يكون إلا بما يلي :

& أن لا يكون الطعام والشراب هو شغلك الشاغل؛
& أن لا يكون النوم غايتك في الحياة؛
& أن لا تتغلب شهوة الجماع على تفكيرك؛
& أن يكون وازع الدين حي فيك؛
& أن يكون السلم في الكون همك الكبير،
& أن يكون الحرص على إسعاد الآخر عملك الغالب؛
& أن يكون ما تملك من مال وسلطة ونفوذ في خدمة عامة الناس.




المرحلة الخامسة

وهي المرحلة التي يتوجه فيها الإنسان إلى الله بجسده وروحه ، وهذا التوجه يكون عبر مجموعة من الطقوس التي يزاولها الواحد منا في يومه بشكل منتظم، وفق مجموعة من الحركات المنتظمة والمحددة سلفا من الشرائع السماوية، والمفصلة بالطرق التي بينها الأنبياء والرسل للناس حتى يقوموا بها على الوجه الأكمل والتام.

والتوجه إلى الله بالجسد يكون بترويض الجسم على الانصياع والطاعة لله والانضباط لأوامره، وعدم منحه الحرية المطلقة في الفعل بدون رقيب ولا حسيب، ولترويض الجسم لابد من القيام بالطقوس للمخصصة لذلك ، وذلك عن طريق القيام بنوع من الصلوات التي يشترك فيها الفعل والقول، والفعل مرتبط بالحركة، والعمل الخيري الصالح، والقول مرتبط بالإقرار، وقول الحق والصدق، و هنا يحصل الاندماج الحقيقي.

والتوجه إلى الله بالروح يكون بإطلاق العنان للوجدان الداخلي للإنسان كي يسبح في ملكوت الرحمان بدون تردد، فينعم في سعادة وإحساس بالقرب من الله والصلة به، وذلك عبر الصلوات الباطنية والإنشغال الذهني لفعل الخير والعمل به، والإيثار والتضحية في سبيل الإنسانية وسعادة الإنسان كيفما كان.

المرحلة السادسة

وهذه المرحلة هي البداية الحقيقية لإنسانيتك، حيث تكتمل إنسانيتك ، ويحصل إرتباطك الكلي مع الله بشكل يجعل الله أحب إليك من سواه، فتستشعر الله في كل شيء فيك، في سرك وعلنك في حركك وسكنك في فرحك و قرحك في انشراحك وغضبك، فهو واهب الإنسانية ومنشؤها في الخلق، وبالتالي تصبح الإنساني المدافع عن الإنسانية من إي شكل من اشكال الأخطار .